أبو القاسم الصُّوفي، يعرف بسِبْط حامد، ومن شعره: [من الخفيف]
أيُّ شيء يكونُ أعجب مِنْ ذا ... إنْ تفكَّرْتَ في صُروفِ الزَّمانِ
حادثاتُ السُّرورِ تُوزَنُ وَزْنًا ... والبلايا تُكالُ بالقُفْزانِ
ابن عبد الله بن القاسم، أبو الفضائل، ضياء الدِّين بن الشَّهرزوري، هو ابنُ أخي القاضي كمال الدين.
ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مئة، وآخر قدومه بغداد رسولًا عن صلاح الدين سنة ثمان وثمانين، ولما أخذ العادِلُ دمشق أخرجه منها بسببِ الأفضل، فاستدعي إلى بغداد سنة خمسٍ وتسعين، فولاه الخليفة قضاءَ القُضاة، وَرَدَّ إليه أمورَ المدارس والأوقاف الشَّافعية والحنفية وغيرها.
وكانت مطالعات الخليفة تَصْدُرُ إليه دائمًا، وحَظِي عنده، وحَصَلَتْ له منه منزلة لم تحصُل لغيره من الغرباء، وكانت زوجتُه سِتُّ الملوك تدخل على أُمِّ الخليفة النَّاصر، وتحسن إليها، وأقام ببغداد، فلم تَطِبْ له، واشتادتى إلى الشَّام، فطلب الانفصال، فلم يجبه الخليفة، فدخلت زوجته على أُمِّ الخليفة، وسألتها المخاطبة في الإذن له في العَوْد إلى الشَّام، فسألته، فأذن له.
قال المصنف رحمه الله: وسمعتُ بعضَ عوام بغداد يقول: كان سببُ عَزْله أَنَّه مَسَحَ يومًا القلم في شرابة الدَّواة، ولم يمسحه في الخِرْقة الزَّرقاء التي عند الدواة، وبلغ الخليفة فعزله. وليس هذا بشيء، ولم يعزله الخليفة، وإنما هو اشتاق إلى الشَّام،