وكان [بن نجية قد] (?) اقتنى أموالًا عظيمة، وتنعَّم تنعمًا زائدًا بحيث كان في داره عشرون جارية للفِراش تساوي كل جارية ألف دينار، وأما الأطعمة فقد كان يعمل في داره ما لا يعمل في دور الملوك، وتعطيه الخلفاء والملوك أموالًا كثيرة، ومع هذا مات فقيرًا، كفَّنه بعضُ أصحابه وتمزَّقت الأموال، وحالتِ الأحوال، وكانت وفاته بمصر، ودفن بالقَرَافة.
[(?) وحكى لي بعض المصريين أنَّه كان ينشد على المنبر شعر الوزير طلائع بن رُزِّيك، فمن ذلك هذه الأبيات]: [من الوافر]
مَشِيبُكَ قد نضا صِبْغَ الشَّبابِ ... وحلَّ البازُ في وَكْرِ الغُرابِ
تنام ومُقْلة الحَدَثان يقظى ... وما نابُ النَّوائبِ عنك نابِ
وكيف بقاءُ عُمْري وهو كَنْزٌ ... وقد أنفقتُ منه بلا حسابِ
أبو الحسن [العبدي، من] (1) عبد قيس.
ولد سنة أربع وعشرين وخمس مئة بالبصرة، وبرع في علم الأدب [(?) والترسل، وسمع الحديث بالبصرة وبغداد، ثم عاد إلى البصرة، فتوفي بها في شعبان. سمع بها جابر بن محمد الأنصاري. وأبا العز طلحة المالكي وغيرهما، وسمع ببغداد ابن ناصر وطبقته، وأنشدنا أبو الحسن المقرئ، قال: أنشدني العبدي لنفسه]: [من السريع]
لا تَسْلُكِ الطُّرْقَ إذا أَخْطَرَتْ ... لو أنها تُفْضي إلى المملكهْ
قد أنزل الله تعالى {ولا ... تُلْقوا بأيديكمْ إلى التهلكهْ}