ذِكْرُ أولاده:
كان له من الولد الذكور ثلاثة: عبد العزيز، وهو أوَّل أولاده، وكنيته أبو بكر، تفقّه [على مذهب أحمد، وسمع أبا الوقت وغيره، وابن ناصر، والأرموي، ] (1) وسمع جماعةً من مشايخ والده، وسافر إلى المَوْصل ووعظ بها، وحَصَلَ له القَبُول التَّام، فيقال: إن بني الشَّهْرُزوري حسدوه، فدسُّوا إليه من سقاه السُّمَّ، فمات بالمَوْصل سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
وأبو القاسم عليّ، كَتَبَ الكثير، [وسمع الحديث من ابن البطي وغيره، ] (1) وهو الَّذي أظهر مصنَّفات والده، وباعها [بيع العبيد، ولما مضى والده إلى واسط كانت كتبه في داره بدرب دينار، فتحيَّل عليها بالليل والنهار حتَّى أخذ منها ما أراد، وباعها ولا] (1) بثمن المداد، وكان أبوه قد هجره مدة سنين، فلما امتحن [أبوه] (?) صار إلبًا عليه [للمعادين، وتوفي أبوه ولم يشهده، وأقام على ما نعرفه منه ونعهده -اللهم غفرانًا- ولقد بلغني عنه أنَّه قال: قال لي أبي: يا أبا القاسم، قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن البركة لتبلغ السابع من الولد" (?)، فأنت لمن تشبه؟ قال: فقلت له: أنت السابع] (1)، وتوفي سنة ثلاثين وست مئة، وله ثمانون سنة [وسنذكره] (1).
وأبو محمد يوسف محيي الدِّين، ولد سنة ثمانين وخمس مئة، وسمع الحديث الكثير، وتفقَّه، وناظر، [ونشأ على الطرائق الرشيدة، والخلائق الحميدة، وهو كان السبب في خلاص والده من واسط] (1)، ووعظ بعد وفاة أبيه تحت تُرْبة والده الإمام، وقام بأمره [أحسن قيام، ] (1) وولي حسبة بغداد، [وسلك طريق العقل والسَّداد] (1)، وترسَّل عن الخلفاء إلى الملوك، [وسلك في ترسّله السَّبيل المسلوك قال: ] (1) وتقلَّبتْ به الأحوال [والأمور] (1) في مدة سنين إلى سنة أربعين، إلى أن ولي أستاذ دارية الإمام المستعصم [بالله أمير المؤمنين] (1)، وأول ترسُّله عن الإمام الظَّاهر سنة ثلاثٍ وعشرين وست مئة إلى أولاد العادل: الأشرف والمُعَظَّم والكامل، وآخر ما انفصل عن الشَّام سنة خمس وثلاثين [وست مئة إلى بغداد، وفي تلك السنة توفي صاحب الروم والكامل والأشرف، وكان