ساوَمْتُها نَفْثةً من رِيقها بدمي ... وليس إلا خفيَّ الطَّرْفِ سِمْسارُ

عند العذولِ اعتراضاتٌ ولائمةٌ ... وعند قلبي جواباتٌ وأعذارُ

الحاجب لؤلؤ بن عبد الله (?)

الَّذي [ذكرنا أنَّه] (?) أخذ مراكب الفرنج من بحر القُلْزُم، كان شجاعًا جَوَادًا، كثيرَ الصَّدقات، [قال العماد: ] (2) وقع الغلاء بمِصْر في السَّنة الماضية وهذه، فكان يخبز كل يوم أربعة وعشرين ألفَ رغيف يفرِّقها في الفقراء، وفي غير الغلاء كان يخبز في كلِّ يومٍ اثني عشر ألفًا، وكان صائمًا [قائمًا] (2)، متعبِّدًا، وكانت وفاته بالقاهرة في جمادى الأُولى.

محمد بن عبد الله البَلْخي (?)

الواعظ، ويلقب بالنِّظام.

ولد ببَلْخ سنة ستٍّ وعشرين وخمس مئة، [وقدم بغداد] (2)، فوعظ بها في النِّظامية وباب بَدْر، وجامع القَصْر، ومدرسة أبي النَّجيب، ودار ابن حديدة الوزير.

وكان فصيحًا، مليحَ الصَّوت، متشيِّعًا، أنشد يومًا في النظامية: [من البسيط]

سقاهُمُ اللَّيلُ كاساتِ السُّرى فغدوا ... منه سُكارى كأَنَّ الليل خَمَّارُ

وصيَّرَ الشَّوْقُ أطواقًا عمائمهم ... لا يعقلونَ أقامَ الحيُّ أم ساروا

ونسمةُ الفَجْر إذ مرَّت بهم سَحَرًا ... تَمايلوا وبَدَتْ للسُّكْرِ آثارُ

[فلم يبق في المجلس إلا من صاح وقام وتواجد] (2).

وأنشد أيضًا: [من الطويل]

مددتُ يدي في الحُبِّ نحوك سائلا ... وقلتُ لجَفْني أَذْرِ دَمْعَك سائلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015