في القَرَافة، وبنى مدرسة بالقاهرة، ووقف عليها أوقافًا مخلَّدة، ونقل إليها بعضَ كتبه، وكانت كُتبه مئةَ ألف مجلَّدة، ووقف على الأُسارى وَقْفًا عميمًا، فاستنقذ به خَلْقًا عظيمًا.
وهجاه ابنُ عُنَيْن، فأشار على صلاح الدين بنفيه من البلاد، فنفاه إلى الهند، وهجاؤه معروف.
مَنْ أنت يا هذا وما بَيْسان
الأبيات (?).
وقوله: والفاضل الفاضل (?).
وما زال الفاضلُ ممدَّحًا، وفيه يقول الوجيه المِصْري: [من مجزوء الكامل]
في كَفِّه قَلَمٌ يُرِيـ ... ـكَ القضاءَ مُقَدَّرا
ما نوَّرَ الظلماءَ غيـ ... ـرُ مِدادِه إذْ نوَّرا
ابن شيخ الشيوخ أبي سَعْد، أبو الحسن، صفي الدِّين، [وعبد اللطيف أخو أبي القاسم عبد الرحيم شيخ الشيوخ] (?).
ولد سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة، وسمع الحديث، وكان شيخَ الرِّباط الَّذي بالمشرعة شرقي بغداد، خرج حاجًّا من بغداد، ثم ركب البحر إلى مِصْر، فتاه بهم المركب أيامًا، ثم أرسى بعيدًا، فزار الشِّافعي رحمة الله عليه، وجاء، فزار الخليل عليه السَّلام، والقُدْس، وقَدِمَ دمشق، فتوفي بها في ذي القَعْدة، ودُفِنَ بمقابر الصُّوفية عند المُنَيْبع، [سمع والده أبا البركات إسماعيل، وقاضي المارستان، وأبا القاسم بن السمرقندي وغيرهم] (4)، وكان صالحًا ثقةً، رحمه الله تعالى.