مات، والورثة يتضاربون على التركة، فقال: يا فعلة يا صنعة، بينكم وبين باب المسجد خطوات، وما فيكم من يخبر بما فيه على الحقيقة، من أين أعلم أنا أين يقف جبريل، وأين يقف ميكائيل والملائكة؟ فضحك الناس.

وله فصول ومواعظ، ] (1) وكان يزعم أَنَّه قرأ المقامات على الحريري، [وقد سمع أبا الوقت وطبقته] (?)، وكان صدوقًا.

السُّلطان الملك النَّاصر صلاح الدين (?)

يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، ويقال: إنَّ مروان من أولاد خُلفاء بني أمية.

وقال ابنُ القادسي: كان شاذي مملوك بِهْرُوز الخادم.

وهذه من هَنَات ابنِ القادسي، ما كان شاذي مملوكًا قط، ولا جرى على أحدٍ من بني أيوب رِقٌّ، وإنما شاذي خَدَمَ بِهْرُوز، فاستنابه في قلعة تكريت (?).

ولد صلاح الدين بتكريت سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة، ونشأ في حجر أبيه أيوب، ورُبِّي في الدَّولة النُّورية، وولاه نور الدين دمشق، وخرج مع عمه أسد الدين إلى مِصْر، فملكها، [وقد ذكرنا ذلك] (1)، وكان شجاعًا سَمْحًا، مجاهدًا في سبيل الله، يجودُ بالمال قبل الوصول إليه ويحيل به، ومتى عَرَفَ وصول حِمْل وقَّع عليه بأضعافه، وما خيَّب أحدًا بالرد، وإن لم يكن عنده شيء لطف به كأنَّه غريم يستمهله (?)، وكان مغرمًا بالإنفاق في سبيل الله، وحُسِبَ ما أطلقه ووهبه مدَّة مُقامِه على عكا مرابطًا للفرنج من رجب سنة خمس وثمانين إلى يوم انفصاله عنها في شعبان سنة ثمان وثمانين، فكان اثني عشر ألف رأس من الخيل العِراب والأكاديش الجياد، للحاضرين معه في الجهاد، والقادمين عليه من البلاد، غير ما أطلقه من الأموال في أثمان الخيل المصابة في القتال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015