فمات من ساعته، فأُخِذوا وقُرِّروا، فقالوا: نحن إسماعيلية، فأُحرقوا، وذلك في جُمادى الأُولى، وكانوا قد شفعوا إليه في أمرٍ لا يليق، فلم يقبل شفاعتهم.
وقيل: إنه كان نفى شخصًا لشرِّه وفساده، فالتجأ إلى الإسماعيلية، فسألوه فيه، فلم يشفِّعهم، وقام بعده الهزار ديناري مملوك شاه أرمن، وخَلَّف بَكْتَمُر ولدًا صغيرًا.
أبو الحسن، من أهل المذار (?)، ولاه المستضيء ديوان واسط والبَصْرة، وكان جَوَادًا سَمْحًا مثل البرامكة، ما قصده قاصد فخيَّبه، وأقام على ولايته حتَّى عزله الإمام الناصر، وطلب منه المال، فاحتاج إلى أن طلب من النَّاس، ومات فقيرًا، ودفن بمشهد باب التِّبْن في المحرَّم.
ومن شعره: [من الطويل]
وفكرت في يَوْمَي سُروري وشِقْوتي ... وناديتُ في الأحياءِ هل مِنْ مساعدِ
فلم أرَ فيما ساءني غيرَ شانئ ... ولم أَرَ فيما سَرَّني غيرَحاسِدِ
ابن المُسْتنجدي، شِحْنة بغداد [من أيام المستضيء وإلى هذه السنة] (?).
كان شجاعًا [مهيبًا]، (4)، له هيبة عظيمة على المفسدين، [وله معهم حكايات] (4)، كان يسلقهم في القدور، ويمثِّلُ بهم، فكانت بغداد في أيامه مثل المهد في الجانبين.
ابن زَنْكي بن آق سُنْقُر، عزّ الدِّين، صاحب المَوْصِل.