مسجدًا، واشترى بباقي الذهب كُتُبًا، ووقفها في المسجد [ينتفع الناس بها، وهي باقية إلى هلمَّ جرا، وكانت وفاته في شوال، ودفن في المسجد] (1) المذكور، [سمع أبا الفضل بن ناصر وغيره] (?)، وكان سيِّدًا جليلًا، نبيلًا زاهدًا، وَرِعًا.
زوجة الزَّبيدي (?) [شيخ الوزير ابن هُبيرة] (1)، كانت تضاهي رابعة العدوية، وتقرأ القرآن، ولا تَفْتُرُ من الذِّكْر، ولم يكن في زمانها مِثْلُها، وكانت صابرةً على الفقر، وَرِعَةً، مَرِضَ ولدُها أحمد بنُ الزَّبيدي، فاحْتُضر، وجاء وقتُ الصَّلاة، فقالت: يا بني ادخل في الصَّلاة، فدخل وكَبَّر، فماتَ، فخرجت إلى النِّساء، وقالت: هنئنني. قلن: بماذا؟ قالت: ماتَ ولدي في الصَّلاة.
توفيت ببغداد، وعمرها مئة سنة وستّ سنين، ولم يتغيَّر عليها من حواسها شيء، [بل كانت كأنَّها يوم ولدت] (1).
أبو الفرج [الهِيْتي] (1)، ولد بهِيت (?) سنة خمس وتسعين وأربع مئة، وسكن بغداد، وكان فاضلًا، فمن نظمه: [من السريع]
يا راقدًا أَسْهَرَ لي مُقْلَةً ... عزيزةً عندي وأبكاها
ما آن للهِجْران أن ينقضي ... عن مُهْجةٍ هَجْرُكَ أَضْناها
إن كنتَ ما تَرْحَمُني فارْتَقِبْ ... يا قاتلي في قتليَ اللهَ
ومن نثره: من كان الصَّمتُ شجرتَه كانت السَّلامةُ ثمرتَه. وفي احتراز اللبيب ما يُغْنيه عن الطبيب، من ترك المِرا استمال الوَرَى.