تَوَلَّعي يا نسماتِ نَجْدِ ... بالشِّيح في ذاك الحِمى والرَّنْدِ
لعلَّ رياكِ إذا ما نَفَحَتْ ... يعودُ حَرُّ لَوْعتي ببَرْدِ
أصبو إلى ريح الصَّبا لو أنها ... تُهدي حديث الحيِّ فيما تُهدي
اسأَلها هل صَافحتْ مواقفًا ... أَوَدُّ لو صافَحْتُها بخدِّي
أَسْتودعُ اللهَ بها قَلْبي فقد ... طال به بعد الفِراق عَهْدِي
كان معي قبل رحيلي عنهُمُ ... ثُمَّ رَحَلْتُ وأقام بعدي
لهفي على زمانِ قُرْبٍ ما وفي ... بما أُلاقي من زمانِ البُعْدِ
أبكي ويبكي رحمةً لي معشرٌ ... ما عندهُمْ من الهوى ما عندي
تجمَّعوا فيك على الحُبِّ معي ... لكنني كُنْتُ المُعَنَّى وَحْدي
ويلاه من شَوْقٍ تبيتُ نارُهُ ... تشبُّ بين أَضْلُعي وجِلْدي
يا بَينُ أنجَزْتَ وعيدي فمتى ... تُنْجِزُ أيامُ الفقاء وَعْدي (?)
وقال: [من المسرح]
موسى هواكم ثم بجانبِ الطُّورِ ... يسعى بقلبٍ في الحبِّ مكسورِ
حيرانَ في ظُلْمة الرَّجاء فهل ... نارُ انعطافٍ تُدْنيه من نورِ
نادُوه سِرًّا بكُنْهِ سِرِّهُمُ ... لُطْفًا وناجوه بالمعاذيرِ (?)
وقال: [من مجزوء المتقارب]
تكلَّمَ بالأَدْمُع ... وقال فلم تسمعي
شكا بالبُكا لو رحمـ ... ــــت شكوى فتى موجَعِ
وأشفَقَ يوم النَّوى ... على سِرِّه المُوْع
ودلَّ بماء الجفون ... على النَّار في الأَضْلُعِ (?)