يومُ النَّوى ليس من عُمْري بمحسوبِ ... ولا الفِراقُ إلى عَيشي بمنسوبِ
ما اخترتُ بُعدَك لكنَّ الزمانَ أتى ... كَرْهًا بما ليس يا محبوبُ محبوبي
أرجو إيابي إليكم ظافرًا عَجِلًا ... فقد ظَفِرْتُ بنجم الدِّين أيوبِ
موفَّقُ الرأي ماضي العَزْم مرتفعٌ ... على الأعاجم طُرًّا والأعاريبِ
أحبَّك الله إذْ لازمتَ سَجْدَتَهُ ... على جبينٍ بتاج الملك معصوبِ
أخوك وابنكَ عِزًّا منهما اعتصما ... بالله والنَّصْر وعدٌ غيرُ مكذوبِ
هما همامان في يومَيْ وغىً وقِرىً ... تعوَّدا ضربَ هامٍ أو عراقيبِ
ليستقرَّ بمصر يوسفٌ وبه ... تَقَرُّ بعد التَّنائي عَينُ يعقوبِ
ويلتقي يوسفٌ فيها بإخوته ... والله يَجْمَعُهُمْ من غير تَثْريبِ (?)
وفيها توفي
القاضي الرَّشيد، أصله من أُسْوان، وسكن مِصْر، وكان من شعراء شاور وابنه الكامل، وله فيهما مدائح، إلا أنَّه لم ينجُ من شَرِّ شاور؛ اتهمه بمكاتبة أسد الدين، وأنه أعان عليه، فقتله، وله تصانيفُ حسان، منها كتاب "جِنان الجَنَان ورياض الأذهان" (?)، ذيَّل به "اليتيمة"، وكان قد دخل اليمن، وهو القائل: [من الطويل]
تواصى على ظُلْمي الأنامُ بأَسْرهمْ ... وأظلمُ مَنْ لاقيتُ أهلي وجيراني
لكلِّ امرئ شيطانُ جِنٍّ يكيده ... بسُوءٍ ولي دون الورى ألفُ شيطانِ (?)
وقال يمدح طلائع بن رُزِّيك: [من مجزوء الكامل]
جارى الملوكَ إلى العُلا ... لكنهم ناموا وأَسْرَى