وفيها توفي
ابن منقذ، شرف الدِّين والدولة، كان فاضلًا، نزل بغداد لما أُخذت منهم شَيزَر، ومن شعره: [من البسيط]
سُقيتُ كأس الهوى علًّا على نَهَل ... فلا تَزِدْنيَ كأسَ اللَّوْمِ والعَذَلِ
ناى الحبيبُ فبي من نأْيه حُرَقٌ ... لو لابَسَتْ جبلًا هَدَّت قُوى الجبلِ
كم مِيتةٍ وحياةٍ ذُقْتُ طَعْمَهُما ... مُذْ ذُقْتُ طَعْمَ النَّوى لليأس والأَمل
وكم رَدعتُ فؤادي عن تهافُتِهِ ... إلى الصَّبابة رَدْعَ الحازمِ البَطَلِ
حتى أتاحت لي الأقدار غُرَّتَه ... وكنتُ من أجَلي منها على وَجَلِ
فانظر إليه تَرَ الأقمارَ في قمرٍ ... وانظرْ إليّ تَرَ العُشَّاق في رَجُلِ (?)
كان كثيرَ البكاء، ولم يكن بأصبهان في زمانه أزهد منه ولا أورع، قال: وقفتُ على ابن ماشاذة وهو يتكلَّم على النَّاس، فلما جاء الليل رأيتُ ربَّ العِزَّة في المنام، فقال لي: يا حسن، وقفتَ على مبتدع وسمعت كلامه؟ ! لأحرمنَّك النَظر في الدُّنيا، فاستيقظَ وعيناه مفتوحتان، ولا يبصر بهما شيئًا، ومات في صفر بأَصبهان.
ويعرف بابن رواحة، ولد بحماة سنة ستٍّ وثمانين وأربع مئة، وقرأ القرآن بالرِّوايات، [وقال الحافظ ابن عساكر] (?): قدم دمشق وصلَّى بالنَّاس التَّراويح في