سَلْ صادحاتِ الوُرْقِ عن وَلَهي بمَنْ ... ضَمَّتْ تِهامةُ فهي عينُ الخابرِ
وإذا نطقتُ فأنتَ لفظُ مقالتي ... وإذا سكتُّ فأنتَ سِرُّ الخاطِرِ (?)
رحل إلى بغداد، وعاد إلى دمشق مريضًا بعِلَّة الاستسقاء، فمات بها في صفر، ودفن بقاسيون، ومن شِعْره: [من الهزج]
فؤادي منكَ مقروحُ ... وقلبي منكَ مجروحُ
وقد زاد الذي ألقى ... فدمعُ العينِ مَسْفُوحُ
أَغِثْني يا مُنى قَلْبي ... فما الهِجْرانُ ممدوحُ
فأنتَ القَلْبُ واللُّبّ ... و [أنتَ] (?) الرَّاحُ والرُّوح
أنا إنْ عَنَّفَ الواشي ... ففي قلبي التَّبارِيحُ
فيها قال أبو الفرج بنُ الجَوْزي -رحمه الله- في "المنتظم": فيها وَرَدَ البشيرُ إلى المستنجد بفَتْح مِصر، فقال حاجب الوزير ابن تركان (?) قصيدة منها: [من الطويل]
لعل حُداةَ العِيس أن يترفَّقوا ... لتشفي عليلًا بالمدامع مُدْنَفُ
لِيَهْنكَ يا مولى الأنام بشارةٌ ... بها سيفُ دين الله بالحقِّ مُرْهَفُ
ضَرَبْتَ بها هام الأعادي بهمَّةٍ ... تقاصَرَ عنها السَّمْهَرِيُّ المُثَقَّفُ
بَعَثْتَ إلى شَرْقِ البلادِ وغَرِبها ... بعوثًا من الآراء تحيي وتُتْلِفُ