ابن علي بن الحسن بن عبد الله بن فارس، أبو القاسم، الشاهد، الدِّمَشْقي، ويعرف بابن السيرجي.
وكان شيخًا صالحًا، ثقةً، أمينًا، قرأ القرآن، وسمع الحديث، وتوفي بدمشق في ربيع الأول.
ابن سالم، أبو محمد، التَّنوخي، المَعَرِّي، الواعظ.
قال العماد الكاتب: اجتمعتْ له الفصاحة والصَّباحة، ومواعظه مُبْكية مُضْحكة، وكلماته بالوَعد منجية، وبالوعيد مُهْلكة، إذا وعظ كانت عباراته أَرَقَّ من عبرات الباكين، وإذا أنشد كانت غُرره مثل ثغور الضَّاحكين، حَضَرْتُ مجلسه ببغداد، وشهِدْتُ محاسنه، فألفيته جوهريَّ الوقت، جَهْوَري الصَّوت، فهو كما قال الحريري: يقرعُ الأسماعَ بزواجر وَعْظِهِ، ويطبع الأسجاع بجواهر لفظه.
وكان شحاذًا، نتاشًا، حَوَّاشًا، قلما يخلو يومًا شَرَكُه من صيد، حتى لو رآه الحريري لم يذكر أبا زيد.
ورأيتُه قائمًا يعظ في عزاء صدر الدين إسماعيل شيخ الصُّوفية ببغداد، وهو ينشد: [من المديد]
يا أخِلَّائي بحقكُمُ ... ما بقي من بعدكم فَرَحُ
أيُّ صَدْرٍ في الزَّمانِ لنا ... بعد صَدْرِ الدِّين يَنْشَرحُ