وفيها توفي أبو المظفر عبد المنعم ابن الأستاذ أبي القاسم القشيري، آخر إخوته وفاة، حدث عن البيهقي والكبار. وفيها توفي أبو الحسن الخدامي علي بن عبد الله الأندلسي، أحد الأئمة صنف في التفسير والأصول، وأجاز له الحافظ ابن عبد البر وأم الخير فاطمة بنت علي بن المظفر البغدادية المقرئة. وقيل في السنة التي قبلها وقيل بعدها توفي شيخ الكرخ وعالمها ومفتيها أبو الحسن محمد بن عبد الملك الفقيه الشافعي. قال ابن السمعاني: إمام ورع فقيه مفت، محدث أديب، أفنى عمره في طلب العلم ونشره. وفيها توفي إلىاشد بالله أبو جعفر بن المسترشد بالله بن المستظهر بالله، خطب بولاية العهد أكثر أيام والده، وبويع بعده. وكان شاباً أبيض مليحاً، تام الشكل شديد البطش، شجاع النفس حسن السيرة، جواداً شاعراً فصيحاً، لم تطل دولته، خلعوه لأمور ملفقة، وسار إلى أصبهان ومعه السلطان داود بن محمود، ومرض هناك، فوثب عليه جماعة من ألفاطنية وقتلوه. وفيها توفي الإمام العلامة أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث القرطبي. كان رأساً في الفقه والحديث والأنساب والتواريخ واللغة وعلو الإسناد. وفيها توفيت أم الخير فاطمة بنت علي البغدادي المقرئة المعروفة ببنت الزعبل - بالزاي والموحدة بينهما عين مهملة - روت صحيح مسلم وغريب الخطابي عن الحافظ أبي الحسين ألفارسي، وعاشت سبعاً وتسعين سنة.

سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة

قال أبو الفيج بن الجوزي: فيها كانت زلزلة عظيمة بحيرة، أتت على مائة ألف وثلاثين أهلكتهم، قيل: صار مكان الدماء أسود، وقال ابن الأثير: الذين هلكوا مائتا ألف وثلاثون ألفا.

وفيها توفي الشيخ أبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمنة. روى عن جماعة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015