الجواب، وذلك أنه إن كان الميت الأول رجلاً فيصح المسألتان من أربعة وخمسين، وإن كان امرأة لم يرث الجد في المسألة الثانية، لأنه أب وأم، فتصبح المسألتان من ثمانية عشر سهماً. قال بعضهم، كان المأمون ممن برع في العلوم، فعرف من حال يحيى بن أكثم وما هو عليه من العلم والعقل.

وذكر الخطيب في تاريخ بغداد أن يحيى بن أكثم ولي قضاء البصرة وسنه عشرون سنة أو نحوها، فاستصغره أهل البصرة فقالوا: كم سن القاضي. فعلم أنه قد استضغر، فقال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه به، أو قال: وجهه النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاضياً على أهل مكة يوم الفتح، وأنا أكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاضياً على أهل اليمن، وأنا أكبر من كعب بن سور " بضم السين المهملة " الذي وجهه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قاضياً على أهل البصرة فجعل جوابه احتجاجاً.

قلت: وقد روي أيضاً أنه كان سنة ثماني عشرة سنة، فقال: سني سن عتاب بن أسيد حين ولآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مكة ثمان عشر سنة، وكانت ولاية يحيى ابن أكثم على قضاء البصرة بعد إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة سنة اثنتين ومائتين.

وروى محمد بن منصور قال: كنا مع المأمون في طريق الشام، فأمر فنودي بتحليل المتعة، فقال يحيى بن أكثم لي ولأبي العيناء: بكراً غداً إليه. فإن رأيتما للقول وجهاً فقولا، وإلا فاسكتا إلى أن أدخل، قال: فدخلنا إليه وهو يستاك ويقول وهو مغتاظ: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وعلى عهد أبي بكر رضي الله تعالى عنه، وأنا أنهي عنهما، ومن أنت يا جعل حتى أنتهي عما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أبو بكر. قال محمد بن منصور وأومى أبو العيناء إلي إذا كان هذا القول يقوله في عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فكيف نكلمه نحن؟. فسكتنا حتى جاء يحيى بن أكثم فجلس وجلسنا. فقال المأمون ليحيى: ما لي أراك متغيراً فقال: يا أمير المؤمنين، لما حدث في الإسلام، قال: ما حدث في الإسلام؟ قال: النداء بتحليل الزنا. قال: نعم المتعة زنا، قال: ومن أين قلت هذا؟ قال: من كتاب الله تعالى وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تعالى: " قد أفلح المؤمنون "، إلى قوله: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " " المؤمنون ا - 17 " يا أمير المؤمنين: زوجة المتعة ملك اليمين؟. قال: لا، قال: فهي الزوجة التي عند الله ترث وتورث، ويلحق منها الولد، ولها شرائطها. قال: لا؟ قال فقد صار متجاوز هذين من العادين. وهذا الزهري يا أمير المؤمنين روى عن عبد الله والحسن ابني محمد ابن الحنفية عن أبيهما عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، قال: أمرني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015