محتجاً بكسوفها يوم مات ابراهيم، رداً على أهل علم الفلك، زاعماً أن موت ابراهيم في غير اليوم المذكور، فهذا يحتاج إلى نقل صحيح، فإن العادة المستقرة كسوفها في اليوم المذكور، والله أعلم.

ولما ولد ابراهيم رضوان الله عليه، بشر به أبو رافع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فوهب له عبداً، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: " ولد لي ولد فسميته باسم أبي ابراهيم صلى الله عليه وآله وسلم " وذكر ابن بكار أن الأنصار تنازعوا في من يرضعه، فدفعه صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي سيف، فلما توفي قال صلى الله عليه وآله وسلم: " إن له مرضعة في الجنة ". وفيها إسلام جرير ونزول قوله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " - المائدة: 3 - وظهور الأسود العنسي بالنون بعد العين المهملة الدجال المدعي للنبوة، وكان له شيطان. يخبره ببعض الأشياء الغائبة عن الناس، فضل به خلق كثير واستولى على اليمن، إلى أن قتل في العام القابل في صفر وكان بين ظهوره وقتله نحو من أربعة أشهر، وكثرت الوفود في السنة العاشرة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً. وبعضهم ذكر الوفود في التاسعة، وكانت غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمساً وعشرين، وقيل سبعاً وعشرين، وسراياه ستاً وخمسين، وقيل غير ذلك والله أعلم.

السنة الحادية عشر

توفي فيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في وسط نهار الاثنين في ربيع الأول. قلت وفيما قيل: إنه توفي في الثاني عشر منه أشكال، لأنه صلى الله عليه وسلم كانت وقفته بالجمعة في السنة العاشرة إجماعاً، فإذا كان ذلك لا يتصور وقوع يوم الاثنين في ثاني عشر ربيع الأول من السنة التي بعدها، وذلك مطرد في كل سنة، تكون الوقفة قبله بالجمعة على كل تقدير، من تمام الشهور ونقصانها، وتمام بعضها ونقصان بعض. ولم يعتمر صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة سوى أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، ما خلا التي مع حجته، فإن أفعالها وقعت في ذي الحجة. وسميت حجة الوداع لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015