المذكورين في سنة ثمان وأربعين، وسبع مائة، ثم عقبت ذلك بقولي:
خليلي ما ريم عدت، وحمامة ... شدت ما به موهت ليس بمقصد
ولكن أكنى عن مليحي حماهما ... وعصرهما بدري دياج لمهتد
جمال الهدى البصال شيخي وسيدي ... إمام الأنام الزاهد المتعبد
مليح الحلي زاهي المحاسن والعلى ... وسابي الورى نغماً كدر منضد
ونور الهدى بحر المعارف والندى ... خزانة أسرار، وسيف مهند
دليل طريق السالكين إلى البلا ... على حضرة يحظى بها كل مسعد
علي بن عبد الله ذي السعد والعطا ... إمامي وأستاذي وشيخي وسيدي
مسقى بكأس الحب في قدس حضرة ... مداما بها من سكرها كم معربد
وكم نصبت أحبولة لاصطيادهم ... فصاد لصياد حوى الفضل أحمد
له جليت بيض المعارف والعلى ... بعالي مقام في الثريا شيد
وجيء بخلعات الولاية واللوى ... ومركوب خيل في رواية مسند
فأضحى الفتى مستوفياً عند كشفه ... غيوب ذوي الإنكار وقت التجرد
فامسوا بعلم الولاية والعلا ... له قد أقر، وليس ذاك بمجحد
وصاحبه ألفان أو هم ثلاثة ... وآياته عدت لحصر معدد
وللحكمي قد حكمت في تصرف ... يولي ويعزل كل طاغ ومفسد
ووله ملكاً نافذاً فيه حكمه ... صريحاً على الإطلاق لا بمقيد
كذاك روينا من كبار وسادة ... وكم مكرمات كم كرامات مسعد
فأمسى له ينقاد من كان منكراً ... أديباً بقلب خاضع متعبد
وللبجلي إذ حكمت حكميهم ... سقاه هنا كأس عليه مردد
فأمسى إماماً للفريقين دالاً ... لكل الطريقين اقتداء بمرشد
له أنقذ الرحمن إذ كان منكراً ... على شيخه من قبل حتى به هدي
وبحر المعارف شيخه كان أمياً ... فسبحان منان لفضل معود
وأكرم ببدر رجاء من بدر داجر ... من البجلي من نسله متولد
له وارث سراً فأكرم بوارث ... وارث وموروث، وفرع ومحتد
علي بن إبراهيم زين زمانه ... مصاحب شيخ رب سعد مجدد
له الأصفهاني الكبير ملقب ... بنور اليمن أكرم به من ممجد
ومن نوره إبراهيم بدر كلاهما ... مع الجد فالمولود نور المولد
فيا حسن أيام رأيتهما بها ... إليها يحن المغرم الشجي الصدي
ويا شجنابي كامناً من شجينة ... ثوى بحوى بين الجوانح موقد