نشره أيضاً الإمام العلامة صاحب البيان يحيى بن أبي الخير في جبال اليمن، وقد تقدم ذكر جميع هؤلاء في مواضع متفرقة من هذا الكتاب.

ذكر آفات عظيمة ذات فتن واقعة في بلاد اليمن مما تقدم ذكره متفرقاً في مواضع ليسهل معرفته مجموعاً على السامع.

فمنها فتنة القرامطة واستيلائهم على معظم بلاد اليمن، ومدنه كصنعاء وزبيد، عدن، وتعز، وأبين وغيرها ممن قهر ولاتها؟ وقتل حماتها على يد داعيهم في الزندقة والطغيان علي بن الفضيل الخبيث الشيطان.

ومنها فتنة الشريف الهادي ودعوته.

ومنها ظهور ابن الصالحي، وما كان عليه من ضد اسمه من الإفساد للبلاد والعباد في الظلم والاعتقاد، ودعوته إلى مذهب العبيديين الباطنية أولى الزندقة الإلحاد.

ومنها ظهور بني مهدي، وما كانوا عليه من ضد الهداية في كثرة الغرابة عن عبد النبي، وأخاه قبله، وقتلهما الرجال، ونهبهما لأموال وتخريب الديار، وتحريق الأشجار، وكانت دولة بني مهدي تنيف على خمسة عشر سنة حتى زالت على يد شمس الدولة بن أيوب أخ السلطان صلاح الدين حسين، ولي بلاد اليمن، فدخلها بالبأس الشديد، فقتل عبد النبي، وصلبه في زبيد، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك.

وتقدم أيضاً خروج الإمام أحمد بن الحسين في جبال اليمن بدعوته إلى أتباعه، وكتابه إلى الشيخ أبي الغيث بن جميل قدس الله تعالى روحه وجوابه له في ترجمته في سنة إحدى وخمسين وست مائة.

ذكر بعض الأكابر والأعيان والسادات من شيوخ اليمن المجهول موت بعضهم في أي زمن أولى المحاسن والمناقب العديدات، الذين ذكرتهم في بعض القصيدات، وهي قصيدتي الموسومة ببلبل الإطراب، وحلاوة الحلاب في ذكر الفراق والمدح للأولياء الأحباب، وترجي لقائهم في دار الثواب، بفضل الله الكريم الوهاب، وهي مشتملة على مائة شيخ من أعيان الشيوخ الأكابر، منهم اليمانيون ثلاثة وستون بعضهم مذكور في القصيدة المتقدم ذكرها. أعني باهية المحيا في مدح شيوخ اليمن الأصفياء، والباقون من بلاد شتى.

وقد تقدم ذكر جماعة منهم في هذا التاريخ، وها أنا أشير إلى مجموعهم في القصيدة المذكورة على حسب ترتيبهم فيها من غير ذكر فضائلهم وكراماتهم وأحوالهم، وما لهم من المناقب العديدة، والمحاسن الحميدة، وقد تقدم غزل القصيدة المذكورة في تاريخ شيخي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015