والجمال والأموال، وارتفع عند باب الفرح ثمانية أفرع، حتى طلع الماء فوق أسطحة عديدة، وضب الخلق وابتهلوا إلى الله، وأشرف الخلق على التلف ولو ارتفع ذراعاً آخر لغرق نصف دمشق.

وفيها توفي الإمام قاضي حماة شمس الدين إبراهيم بن المسلم بن هبة الله الحموي الشافعي، كان ذا علم ودين، تفقه بالفخر ابن عساكر، وأعاد له، ودرس بالرواحية، لم تحول إلى حماة، ودرس بها وأفتى وصنف.

وفيها توفي إبراهيم بن يوسف الحموي المعروف بابن قرقول بضم القافين وسكون الراء بينهما، وبعد الواو لام صاحب كتاب مطالع الأنوار وصنفه على منوال كتاب " مشارق الأنوار " للقاضي عياض.

كان من الأفاضل، صحب جماعة من علماء الأندلس، توفي يوم الجمعة أول وقت العصر، وكان قد صلى الجمعة في الجامع، فلما حضرته الوفاة تلا سورة الإخلاص، وجعل يكررها بسرعة، ثم تشهد ثلاث مرات، وسقط على وجهه ساجداً فوقع ميتاً، رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الشيخ صلاح المقرئ حسن بن عبد الله الأزدي الصقلي، قرأ القراءات على السخاوي، وسمع الكثير، وأجاز له المؤيد الطوسي، وكان ورعاً مخلصاً متقللاً من الدنيا.

وفيها توفي ابن سبعين الشيخ الملقب بقطب الدين عبد الحق بن إبراهيم المرسي المتصوف. قال الذهبي: كان من زهاد الفلاسفة، ومن القائلين بوحدة الوجود له تصانيف وأتباع يقدمهم يوم القيامة، توفي بمكة كهلاً. انتهى كلامه.

قلت: وكذلك سمعت كثيراً من أهل العلم ينسبونه إلى الفلسفة، وعلم السيمياء، ويحكون عن حكايات في ذلك، وأصحابه يعظمونه تعظيماً عظيماً، وكان له جاه كبير عند صاحب عكة، وبسبب ذلك وعداوته وخوف شره ونكايته. خرج الشيخ الإمام قطب الدين القسطلاني من مكة، وأقام بمصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015