قد تخرج صيغة الأمر عن معناها الأصلي إلى معان ترشد إليها القرائن ومن ذلك ما يأتي:

1- للإِباحة مثل قوله تعالى: {كلوا واشربوا} .

2- وللتهديد مثل قوله تعالى: {اعملوا ما شئتم} .

3- وللامتنان مثل قوله تعالى: {كلوا من طيبات ما رزقناكم} .

4- وللإكرام مثل قوله تعالى: {أدخلوها بسلام آمنين} .

5- وللتعجيز مثل قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله} .

6- وللتسوية مثل قوله تعالى: {واصبروا أو لا تصبروا} .

7- وللاحتقار مثل قوله تعالى: {القوا ما أنتم ملقون} .

8- وللمشورة مثل قوله تعالى: {فانظر ماذا ترى} .

9- وللاعتبار مثل قوله تعالى: {انظروا إلى ثمره إذا أثمر} .

10- وللدعاء مثل قولك: {رب اغفر لي} .

11- وللالتماس: مثل قولك لزميلك: {ناولني القلم} .

إلى غير ذلك من المعاني المتنوعة.

تكرار المأمور به أو عدم تكراره

في هذا البحث ثلاث صور: لأن الأمر إما أن يقيد بما يفيد الوحدة أو بما يفيد التكرار أو يكون خالياً عن القيد.

فالأول: يحمل على ما قيد به، والقيد إما صفة أو شرط، فالقيد بصفة كقوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} وفكلما حصلت السرقة وجب القطع ما لم يكن تكرارها قبله، والمقيد بشرط كقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ".. الخ.

والثاني: يحمل على ما قيد به أيضاً كقوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} وقد سئل رسول الله-صلى الله عليه وسلم - أفي كل عام يارسول الله؟ فأجاب بما يدل على أنه في العمر مرة فيحمل في الآية على الوحدة لهذا القيد.

أما الثالث: وهو الخالي عن القيد فالأكثرون على عدم إفادته التكرار لأنه لمطلق إيجاد الماهية والمرة الواحدة تكفى فيه فمثلا لو قال الزوج لوكيله "طلق زوجتي " لم يملك إلا تطليقة واحدة ولو أمر السيد عبده بدخول الدار مثلا برأت ذمته بمرة واحدة ولم يحسن لومه ولا توبيخه.

الأمر المطلق يقتضي فعل المأمور به على الفور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015