(نادي المؤتمر الجزائري الإسلامي) من أجل تثقيف إخواننا العمال هناك، واسترشدوني في مدير لمؤسستهم فأشرت عليهم باسمك فهم ينتظرونك.
لا أدري هل شغلتني أكثر: الفرحة بالفرار المقبل من جو لم يبق لي فيه متنفس، أم العبرة من وفاء رجل الشعب الجزائري لفكرة (المؤتمر الجزائري الإسلامي) التي قضت نحبها في الرؤوس المثقفة مطربشة كانت أم مُعَمّمة؟
على أية حال لم يبق لي بتبسة ناقة ولا جمل، خاصة منذ رجعت زوجي إلى (دروكس) في منتصف الصيف، وبدأت الأشياء التي كانت تربطني بها عندما أعود في العطلات السنوية تعكس سيرها وتمشي القهقرى. ولم يبق مجال للقول لمن يعتقد أن واجبه أن يقول شيئاً، لأن كل ذي أذن أصبح ذا فم يتكلم ..
وأصبحت الحياة التبسية تفقد كل ما كنت أتذوقه في بساطتها شبه البدوية، فلم يبق لي أي تعويض فيها، حتى في جانبها الطبيعي الذي استولى عليه هو الآخر، أو استمر فيه التدهور العام، يزيد كل يوم درجة في مَحْل الطبيعة وشبراً في قفرها.
فوجدت إذن فيما عرضه علي (حشيشي مختار) سفينة النجاة، وبعد أيام وصلت معه وصفقته من الخيل إلى مرسيليا.
...
حانة (المرايا) من الحانات الموجودة في ذلك الشارع الذي تؤمه بنات السوء وأولاده، لذلك يغشاها زبائن من نوع خاص؛ ولكنها مع ذلك المركز الذي يجتمع فيه أعضاء (نادي المؤتمر الاسلامي الجزائري) لأن صاحبها (التلموذي) هو مؤسس النادي.
كان (التلموذي) من أهل (عنابة)، وربما كان يدين لهذا السبب بانسجامه التام في وسطه الجديد، فلم يكن من لا يعرفه خاصة يفرق بينه وبين