- إن شاباً جزائرياً آخر، زارني منذ سنة للغرض نفسه اسمه؟.

وبينما كان سعادته يستعيد ذاكرته، بقيت أتساءل عن هذا الجزائري الذي سبقني على هذه الدرب، حتى استرجع السفير الاسم.

- آه .. السيد (صالح بن الساعي)! ..

فلم أشعر بغرابة في الأمر، إذ أن مرضنا واحد، المرض الذي يجعل طائفة من المثقفين الجزائريين في تلك الفترة تعيش ماسكة دوماً في يدها عصا الترحال، فقال السفير في نهاية الحديث:

- إنني أشرت على السيد (صالح بن الساعي)، الاتصال بالهيئة الفرنسية المختصة بتقديم مثل هذه الطلبات إلى السلطات في (كابل)، وأشير عليك كذلك.

فخرجت من مكتبه بالانطباع الذي أعتقد أن صديقي (صالح بن الساعي) خرج به يوم زاره قبل سنة.

بقيت مصراً على فكرة الهجرة:

- لو أهاجر إلى ألبَانيا؟

استقبلني سفير الملك (أحمد زوغو) بمرح وبشاشة كان لها أطيب الأثر في الحديث إذ طبعه بطابع الصداقة والمود، ويسر لي سعادته كل الإجراءات اللازمة للسفر بالمجان.

وفي المساء قطعت في شركة إيطالية للسياحة تذكرة سفر عن باريس إلى (دوراتزو) الميناء الوحيد للمملكة الألبانية في ذلك العهد، وفي مساء الغد كنت في قطار (سانبلون) الذي يقطع الحدود الإيطالية في مدينة (بريشيا)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015