زواجه، فأثار هذا الحدث، بسبب المكان الذي احتله في الصحافة والرأي العام، غضب جمهور من المثقفين الفرنسيين الذين يرون مثل هذا الاهتمام عبثاً، في الوقت الذي بدأت تصل فيه إلى فرنسا أفواج اللاجئين الإسبان، عندما انتصر نهائياً (فرانكو).

وبدأت أنا أفكر فيها بعد دراستي، متوقعاً الصعوبات التي سأجدها، حتى في التمرين الضروري الذي يختم دراسة المهندس:

- لماذا لا أتمرن بإيطاليا في صناعة أدوات التنوير؟

خطرت هذه الفكرة في بالي لما كنت أعلم من تعارض شديد بين الإمبريالية الفاشية المتمثلة في شخص (موسوليني)، وبين الإمبريالية الفرنسية، لعل هذا التعارض بين مطامح إيطاليا في إفريقيا الشمالية والمصالح الاستعمارية الفرنسية يتيح لي الفرصة لتقديم مطلبي للسفارة الإيطالية بباريس، ثم لأن صناعة أدوات التنوير في مستوى الإمكانيات حتى في بلد مستعمر مثل الجزائر.

فحررت طلبي وسلمته خديجة نفسها للسفارة، وأتت فترة الامتحانات، وربما أتاني جواب السفارة في تلك الفترة فخفق قلبي سروراً عندما وجدت الظرف وعليه شعار أسرة (سافوا) (?)، وإذا بالظرف لا يحتوي على شيء سوى كلمات أدبية، لا تقول ((لا)) بوضوح، ولا ((نعم))، وهي بالتالي ((لا)) غير صريحة.

فأدركت أن الاستعمار الإيطالي هو الآخر، له اختياراته فيما تسميه الإدارة الجزائرية (الشؤون الإسلامية)، فرأيته يفضل مثل زميله الاستعمار الفرنسي التعامل مع (زعيم) مستعد لتعديل وتره على نغمة الموسيقا (الموسولينية)، يفضل ذلك على التفاهم مع مثقف يسعى من أجل تثبيت بعض الأفكار التكنية والاجتماعية على أرض بلاده، فلا يستطيع بسبب ذلك أن ينقر على وتره نغمات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015