تتبعت هذه الحركات تلقائياً بينما كان يعود الشعور إليّ رويداً رويداً، لقد كنت في تلك اللحظة الحاسمة التي سأنطلق منها قريباً بوصفي مهندساً حصّل تحصيلاً جيداً، وقد اكتشف قيمته منذ أيام قليلة ...

فشعرت أنني سأتبع طريقاً تحفه الزهور والانتصارات، والشهرة، وإذا بشيء يصعد من أعماقي، دون أن أحدد بالضبط في تلك اللحظة معناه، فانفجر الدمع في مقلتيّ حتى اختنقت به، وأنا أردد:

- لا يا ربي! .. لا يا ربي! .. لا أريد حصتي في هذه الدنيا ...

كانت زوجي تردد النفس بجنبي بكل هدوء، بينما الهرة (لويزة) تنطلق، بعد قرقرتها، نحو الصفحة المعدة لها لتتناول وجبتها الأولى من الطعام.

هذه الواقعة تحت سطح من أسطح باريس، هي اليوم ورائي بأكثر من ثلاثين سنة، لم أسر خلالها على طريق تحفه الزهور، بل في أحد مسارب الحياة زرعته الأقدار بكل نوع من الشوك، وكم طرأ علي في هذه الحقبة من لحظات شعرت فيها بثقل المحنة ثقلاً جعل الدمع يخنقني، وأنا أتضرع:

- يا ربي! .. رحماك! .. لا تؤاخذني بكلمتي بالحرف!.

لقد استيقظت خديجة وحضرت القهوة كعادتها، وكان يوم كالأيام الأخرى عملت فيه عملي كعادتي ...

وبدأ الناس يتحدثون في العالم عن زواج الميس (سيمبسون) بولي عهد المملكة المتحدة البريطانية (البرنس دوغالس)، وأثار هذا النبأ في إنجلترا موجة من الاستنكار بلغت أوجها عندما تدخل أسقف (كنتربوري) للدفاع عن حقوق العرش، ولصيانة التقليد الملكي الذي يقضي ألا يتزوج ملك إنجلترة بامرأة مطلقة. وصمم الأسقف على موقفه حتى تنازل البرنس عن حقوقه في العرش ليتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015