الزيت بثلاثة فرنكات، أم يلعنّه بسبب مساندته للاستعمار الإيطالي؟ في ذلك الجو الذي بدأت تجتمع فيه القوى السياسية التي ستكون (الجبهة الشعبية).

لا أدري في أية منزلة من منازل صعوده كان نجم هتلر في تلك الفترة، غير أن العالم أصبح صندوق صدى لهتافات الجماهير الألمانية له، وأصبح كل من يقرأ صحيفة الصباح يردد في حديثه كلمات (ويلهيلمشتراسه).- وزارة الخارجية- وحروف (د. ن. ب) عنوان شركة الأنباء التي أذاعت أمواجها بلاغات (غوبلز) عن حريق (الريشتاخ)، وعن إلغاء معاهدة فرساي بالنسبة إلى تسليح ألمانيا، وعلى كل حدث هام من السلسلة التي ستقود العالم إلى الحرب العالمية الثانية.

بينما كانت فرنسا تتأهب للانتخابات العامة التي سيكون لها أثر كبير في الاتجاه السياسي بالجزائر، بعد ظهور (الجبهة الشعبية) في مظاهراتها الصاخبة بميدان (البستيل) يوم 14 تموز (يوليو) 1936؛ لقد استطاعت بعدها الحركة (المصالية) أن تعبر البحر الأبيض المتوسط، من الشاطئ الشمالي إلى الشاطئ الجزائري، لأن زعيمها (مصالي حاج) أسهم في تلك المظاهرة الفرنسية.

وهكذا بدأت الجزائر تدخل في عهد جديد. وكان الحي اللاتيني بمثابة صدى العالم، يردد لنا أصداء كل هذه التغيرات التي كان لها أثر خاص على أعصاب (علي بن أحمد)، بينما يفرق البوليس الملاكمات التي تنشأ على الرصيف، بين الطلبة اليساريين المنتمين لـ (الجبهة الشعبية)، والطلبة اليمينيين المنادين بسقوطها على الرصيف الآخر.

وفي هذه الأثناء وصل إلى باريس وفد من علماء الأزهر من أجل تحضير شهادة الدكتوراه تحت إشراف أساتذة الصربون، ومعهم بعثة من طلاب جامعة القاهرة لتحضير شهادات أخرى، وأتيح لي ولحمودة بن الساعي أن نتعرف على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015