وخطر ببال الشريكين إصدار جريدة محلية، لا أتذكر أنني قرأت منها عدداً أو عددين، وقد كانت الفكرة (تقليعة الوقت)، حتى إنه أنشئت بقرية (أم البواقي) صحيفة باسم (صدى الحراكتة (?)) أشرف عليها (حساني رمضان)، ذلك الرجل البر الذي استعان بمثقف طائش وضعته بالتالي الحكومة تحت أقدامها.
ولم تكن مدام (دوننسان) ترى في كل هذا جديداً، بينما حدث ذلك الصيف حدث صغير لا يخلو من دلالة على التغيير المستمر في العقول وفي البلاد.
كانت امرأة فرنسية تتردد مع زوجها، على قرى الناحية بمتجر متنقل لهما يتاجران في (قمار العجلة)، فوصلا إلى تبسة كعادتهما في ذلك الفصل، وبدأت المرأة توزع تذاكرها وتدفع عجلة القمار، وتوزع الجائزة لمن ربحت تذكرته، في صف الزبائن المزدحم أمام المتجر قريباً من باب الساعة.
كان كل الزبائن من الجزائريين الذين تعودت صاحبة القمار الإساءة إليهم بالكلمة اللاذعة في السنوات السابقة دون تحفظ، فأساءت لهم تلك الليلة الافتتاحية كعادتها، وربما كان أحد الشبان التبسيين بين الزبائن، لم ترق له كلمة السوء، فنقلها إلى النادي فأصبحت مع بعض الإضافات والتعليقات المحتملة في مثل هذا الظرف، قضية وطنية تهم الجميع.
فنُعتت على الفور عجلة القمار وصاحبتها، بما يراه شبان النادي مناسباً، وتطوع بعضهم حتى إذا رأوا أحداً واقفاً أمام المتجر المتهم، أشير إليه أن يبتعد، فانفض كل من حول العجلة من أبناء العشائر، وذهبوا يستمعون (عيسى الجرموني) في أحد مقاهي السوق، ووقفت العجلة لا تدور.