بينما أقرأ وأعيد القراءة تحت شجرة صنوبر ضخمة، يقال عنها إنها عمرت ألف سنة، واشتهرت بأن الكاتب الفرنسي الكبير (دوماس) كان يأوي تحتها.

واستقر عندي الرأي أن ألبي دعوة خالي (أحمد شاوش) على أية حال، فغادرت المستعمرة متجهاً إلى منزلي الجديد، لأن (أمي مورناس) كانت في هذه الأثناء، باعت دكانها وغيّرت السكن حسب عادة تنقلاتها، فوجدت زوجي مهتمة بإصلاح ما يتطلب الإصلاح؛ فبقيت معهما ريثما أخبرهما وأتهيأ للسفر.

...

اجتمع مجلس العائلة، وبثّ في الأمر:

- إن ابن أختي الصدّيق لا يليق به أن يبقى دون ولد، وخديجة لا تلد له، إذن يجب أن يتزوج امرأة أخرى ...

هكذا قررت خالتي (مليحة) بمحضر والدي وخالي (أحمد شاوش)، ولهذا الأمر كتب لي هذا الأخير بتكليف من المجلس.

فبذلت كل المجهود لإرجاع القوم إلى رشدهم عندما حضرت أمامهم، ولكن أختي الكبيرة لم تقبل الهزيمة في الموضوع كما حدث بينها وبين خديجة قبل سنتين حين قالت:

إن والدتنا أوصتني في لحظاتها الأخيرة، بأن أقول لك: الأولاد ثم الأولاد.

فعلاً كانت والدتي مصممة على أن يكون لها أحفاد من ابنها، فقررت أن أرضي الجميع بالقول على الأقل في انتظار الظروف السانحة، علماً بأن خديجة لم تعارض في الموضوع مبدئياً.

ولكن فكري كان مشغولاً بأمرآخر: هل أحصل على الجوازات؟

كانت المدينة جادة داخل سورها في تغيرات مجدية أو تافهة، وأصبحت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015