بما استفدت منه مباشرة أثناء مناقشاتنا، أو من مكتبته الإسلامية التي أتاحت لي مطالعات عمّقت نظري في هذه المشكلات.
وفي تلك الفترة عثر (حموده) أو أخوه (صالح) - لا أدري- على عنوان (أوجين يونغ)، وزاره في غرفة قليلة الأثاث، لا يدخلها ضوء النهار إلا من نافذة صغيرة، تحت أحد سطوح باريس، ولا تنورها ليلاً الكهرباء، وأصبح الرجل النبيل الذي علم جيلي الكثير عن وضع العالم الإسلامي في الحقبة الاستعمارية، أصبح عجوزاً مريضاً ستنطفئ حياته في عزلة هذه الغرفة كما تنطفئ فيها الشمعة التي تضيئها ليلاً، بينما كان تبذير بعض الطلبة من العرب والمسلمين في الحي اللاتيني كافياً لحياة هذا المريض في لحظاته الأخيرة.
بدأ محور (برلين روما) يصبح موضوع الاهتمامات والأحاديث السياسية في العالم، وكأن (موسوليني) قد أراد أن يضع في الكفة التي تليه أكثر ما يمكن من الوزن والاعتبار، فجهز بعثة الجنرال (نونيل) المشهور للقطب الشمالي، وقد انتهت بمأساة كادت تصبح فضيحة، عندما أسرّت بعض الألسنة أن أعضاء البعثة افترسوا أثناء المأساة المكتشف النرفيجي الكبير (أموندسين)، الذي شارك في المرحلة المشؤومة.
فانتقم موسوليني من سوء الحظ بتجهيز بعثة أخرى تحت قيادة جنرال الطيران (ايطالو بالبو)، الذي قاد بنجاح أول سرب طائرات يعبر المحيط الأطلسي الجنوبي، في محاولة جماعية.
بينما كانت الحرب الإسبانية في أشدها؛ انقسم الرأي العام في كل بلد أوربي إلى معسكرين؛ أحدهما ينادي بالديمقراطية والآخر ينادي بسقوطها.
وكانت سفينة حربية ألمانية في مهمة تدريبية بالبحر الأبيض المتوسط،