الملكي بالرباط، وكان يقوم بالشؤون الدينية فيه ثلاثة أئمة: واحد من تونس، وواحد من مراكش، والثالث من الجزائر، رجل تقي ولكنه يعدم الجواب على أي سؤال.
فتقدم (سيريل) بسؤاله عن الإسلام، فكانت الصدمة بسبب سلوك منحرف من طرف المسؤول ستؤدي لو لم تكن سبقت له هداية الله إلى أن يفر من المسجد مرتداً على أعقابه، لاعناً نفاق المسلمين ... ولكن الله يهدي من يشاء، فتداركه بلطفه بعد الصدمة، فتعرف على رجل مصري أتى إلى باريس ليؤسس بها جريدة للدفاع عن الإسلام، وكان المصري، بوصعفه رجلاً أجنبياً مضطراً إلى استعارة اسم فرنسي للحصول على رخصة الجريدة، فأعاره (سيريل) اسمه.
وصدرت الجريدة فعلاً تحت عنوان نسيته، غير أنني قرأت منها عددين أو ثلاثة قبل أن تختفي حوالي عام 1930، على طريقة تلك النجوم المذنبة التي أضاءت حيناً سماء العالم الإسلامي ثم اختفت مثل مجلة (الإسلام الفتي) وجريدة (الشاب المسلم) في الجزائر بعد الحرب العالمية الثانية.
اختفت الجريدة ولكن (سيريل) أصبح (محمد أناكليتو)، وزوجه امرأة طيبة من ضاحية باريس من أسرة متواضعة، ولكنها لا تستطيع بسبب منشئها الثقافي الاجتماعي اتباع خطوات زوجها في رحلته الروحية.
فأصبح (أنا كليتو) هدف الود من طرف بعضهم، والسخط من الآخرين في وسطه، وربما كانت زوج الفراش في عمارته أسخَطَ الناس عليه، خصوصاً عندما تراه صباح الأعياد، يخرج من بيته في الزي العربي الجرائري، ليذهب إلى صلاة العيد في المسجد، وكانت تراقب عودته من وراء ستائر الشباك الشفافة، فتقول لمن حولها من نساء العمارة:
- واأسفاه! واحسرتاه! لقد كان أقاربه من سكان العمارة الطيبين. إنه