ولد (سيريل) قرب الحي اللاتيني، من أبوين نزحا من مقاطعة (الشارونت)، ليتولى الأب وظيفته في الجمرك الداخلي الذي أنشئ بباريس على إثر هزيمة 1871، وتولى استغلاله (روتشيلد)، لأنه قدم من ماله الضريبة الحربية التي فرضها (بيسمارك) على فرنسا بعد الهزيمة.

وترعرع سيريل بين شارع (مونج) وشارع (سان ميشيل) في الحي الذي شيد به مسجد باريس سنة 1925، وهو يذكر طفولته فيقول:

- كنت طفلاً أذهب ألعب في الساحة التي بدأ فيها بناء المسجد، كان ذلك أول اتصالي بالإسلام ..

صحيح أن اعتناق الإسلام، بين الفرنسيين مثل (إتيان دينية أو رونية جوجلاري) يترتب غالباً على ظروف طفيفة، من دون تدخل دعاة كما يحدث في اعتناق المسيحية بل بالعكس؛ وفي قصة سيريل بالذات نرى ممثلي الإسلام الرسميين يعملون أحياناً أو يستعملون لتنفير من يستدرجه الإسلام بدعوة خفية لروحه.

نشأ (سيريل) بحكم تكوينه في مدرسة الفنون الجميلة، يهتم أولاً بالجانب الجمالي في الأشياء، فكان يسحره في طفولته وفي شبابه لباس المصلين الوافدين على المسجد يوم الجمعة، كما يسحره البناء الشرقي بتلك المنارات الشاهقة، وبزركشة المزلاج المتعدد الألوان، وسيل الخط العربي الأنيق على الجدران، والنافورات المتدفقة بين الزهور في صحن المسجد.

ولكنه مع مر الأعوام بدأ يبحث عن شيء آخر في الإسلام.

- ما هو هذا الدين؟

كان هذا السؤال يتردد في ذهنه، ويتطلب جواباً من ذي علم، وكان على رأس إدارة المسجد مديره المعروف سيدي (بن غبريط)، كما يسمونه في القصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015