أصغي إليه مع (عمار نارون) الطالب الذي قاد حركة الانشقاقيين في وسط الطلبة الجزائريين، فقال الصحافي:
- إننا، في جمعية إسعاف للشباب المعسر بباريس، حاولنا مرة أن نساعد فتاة يهودية لم تجد شغلاً بباريس، فتقدمنا إلى أغنياء يهود من أجل تكاليف سفر عودتها إلى بيت أهلها بمراكش، فطلبنا من صندوق روتشيلد للإسعاف خمس مئة فرنك فلم يصرف إلا خمسين فرنكاً. أترون في هذا عصبية وتعصباً؟ ...
لاحظت الثغرة في منطق الصحافي الطيب، فسألته:
- عفواً يا سيدي ... وبالتالي هل رجعت البنت اليهودية إلى بيتها؟ أم لا؟
- طبعاً ... طبعاً ... إننا سفّرناها على أية حال ...
فقلت:
- هذا ما كنت متأكداً منه، ألا تعتقد أن السيد روتشيلد كان أيضاً، وربما أول من يكون متأكداً من ذلك؟ .. بحيث وفر لصندوقه أربع مئة وخمسين فرنكاً، وسفّر البنت على حسابكم ... وفوق كل هذا أعطاكم الصورة التي تدافع عنها بإخلاص.
فسكت الصحافي حتى قطع السكوت (عمار نارون) فقال:
- والله إنه لأمر عجيب، فعلاً ...
ولا أدري مم تعجب.
كانت فرص مقهى (الهجار) كثيرة متنوعة، تعرفت في إحداها على رجل شاب وزوجه قدمهما لي أحد خدم المقهى.
- مسيو (سيريل أنا كليتو) من باريس، اعتنق وزوجه الإسلام ...