فثارت ثائرة الشيخ (بن باديس):
- من يقول إننا أيتام .. لسنا أيتاماً في أرض أجدادنا!!
لم يخرج الاجتماع بطائل، ولكن تقرر أن يعقد اجتماع آخر بملعب المدينة ليحضره الشعب، من أجل تحديد صورة تعايش بين المسلمين واليهود؛ فحضرت في الغد الحشود، وإذا بخبر سيعزى فيما بعد للعنصر الأوربي، يُدَس بين الصفوف:
- إن رئيس اتحادية النواب قد قتل! ..
فانطلقت الصرخة:
- قتله اليهود!! ..
لم يشعر أحد أن هذه الصرخات كانت الكلمات الأولى لأسطورة سيكتبها الاستعمار على حساب الشعب الجزائري، بدمائه الزكية أحياناً:
- اليهود قتلوا الزعيم! ..
إنما تعني هذه الكلمات في منطق الصراع الفكري ومكره:
- اعبدوا الزعيم! .. قدّسوا الصنم! ..
انفض الاجتماع ولم يبق أحد يصغي لأحد، وسال الجمهور نحو المدينة، وتدفق سيله على حي اليهود، وعلى الخازن الكبرى التى يمتلكونها في الأحياء الأخرى، وهي مغلقة ذلك الأحد.
وحدث الأمر المذهل قبل أن يستطيع الجيش التدخل وقبل أن يرتد لليهودي بصره، انتهى الأمر في خمس عشرة دقيقة.
رفعت ستائر الحديد من أبواب المخازن الكبرى، وفرشت الشوارع بما فيها من غال ثمين في دقائق وجيزة.