- لا. إنما رئيس الاتحادية هو الذي يرشد للصواب من أجل الصالح العام ...

وفي تلك اللحطة أدركت تماماً الموقف: إن النخبة المثقفة ولجت بكل وضوح طريق الخيانة، وإن الاستعمار بدأ يستخدم الزعماء لإلقاء الحيرة والريبة في الضمائر، مفضلاً هذه الطريقة على (اتخاذ الإجراءات الصارمة) التي لا تزيد إرادة الشعب إلا صلابة.

وفهم الدكتور (بومالي) أنني فهمته جيداً، فاعتذر بأنه مستعجل لأن الناس في انتظاره بالمدينة. والحق يقال إن الناس الطيبين أنفسهم، مثل قريبي (صالح حواس)، وسي (الصادق بو ذراع) كانوا يركنون لحلول التقاعس عندما يكون وراءها مسوغات كالتي تقدمها اتحادية النواب، ولا أدري أو لا أتذكر ما كان موقف الشيخ (العربي التبسي) وجمعية العلماء عموماً في الموضوع، فسيطر على الموقف الزعماء السياسيون فأخمدت الثورة.

واستمر (صادق شقة) و (باهي) في ذكر نوادرهما في المقهى، واستمر السكير (فندرودي) يعلن في الميدان كل مساء بعد ثَمله المزايدة:

- يامن يشتري عمدة بلدية تبسة! .. من يزيد؟

بينما ينتظر الشرطي (أنطونيني) متكئاً على إفريز هيكل (النجم المذنب) (?) قيام العمدة (بلفيسي) من مائدة القمار فينقلب هو لبيته، لأنه بقي دون شغل في المدينة منذ اعتنق الإصلاح سكيرها الأخير (بنيني)

كان ذلك الصيف يمتاز بالأحداث ذات الدلالة على تغير البلاد المعنوي في وجهات شتى، فامتاز أحد هذه الأحداث بصدى خاص داخل الوطن وخارجه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015