فكان لي أن أشاهد هذه المعجزة: إن عنابة نفسها المدينة التي امتصها الاستعمار وخدّرها الكحول و (ليال ولد الكرد)، أهذه المدينة نفسها أصبحت مناضلة؟

لم يبق فيها إلا نائب واحد لم يقدم استقالته هو النائب المالي، ربما تخلف للحفاظ على مصلحة أسرته في الشركتين الكبيرتين للتبغ والطماطم.

كانت فعلاً معجزة! ...

فانطلقت أستنشق الهواء الطلق في متنزه (برطانيا) وأستنشق معه الهبوب الجديد ...

ولا أدري ما إذا كانت الحشود الأوربية المكدسة على سطوح المقاهي الأنيقة تشعر بما يدور حولها في الفلك.

وفي الغد أخذني القطار الصغير إلى تبسة، فوجدت على رصيف المحطة وجوهاً كثيرة لفتت نظري.

- على شرف من هذا التجمع؟

فنزلت، وبدأت الوجوه تهنئني بالقدوم، وتحييني.

- إذن هم تجمعوا على شرفي! ..

فزاد الجواب على سؤالي في سعادتي وأنا أغادر المحطة، بينما الشيخ (الصادق) يسير بجنبي ممسكاً بيدي، والآخرون وراءنا في اتجاه باب (سيدي بن (?)

سعيد) على ذلك الطريق المختصر بين المحطة والمدينة.

وإذا بفكرة تلمح في ذهني:

- لماذا لا أرى والدي؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015