هيئة منتخبة جزائرية تقدم استقالتها، فكان للحدث في الأوساط الاستعمارية صدى ثورة، وكان فعلاً أول ثورة وأول انتصار سجله الشعب الجزائري في ربيع 1934.

وفي الوقت الذي أوشكت السنة الدراسية على الامتحانات أتتني برقية من الجزائر، تطلب والدتي فيها حضور زوجي على الفور.

سألتني زوجي:

- ألك فكرة عن سبب إحضاري؟

لم تكن لدي فكرة واضحة للجواب على سؤال زوجي، لكنني أجبتها:

- إن والدتي تعلم أنني سأنتهي من الامتحانات بعد شهر، لعلها تريدك لتحضير شبه وليمة زواج ليوم وصولي ...

كنت فعلاً أعلم ما لوالدتي من ألوان رقيقة من اللطافة، فذهبت خديجة سعيدة، سعيدة بأنها ستتعرف على حماتها، وبدوري كنت بعد شهر سعيدلً بين ضوضاء المسافرين على رصيف محطة ليون، حيث أخذت القطار.

...

كان وصولي إلى (عنابة) في الفترة التي كانت فيها (موجة التسليم) في أوجها، فذهبت أتلقى الأخبار من سي (الجندي) وسي (الجنيدي)، لما كنت أعلم ما لهذين الرجلين من يد بيضاء في توجيه وتسيير الحياة الشعبية المسلمة بمدينة (سيدي مروان).

فذهبت إلى مكتب سي (الجنيدي) الذي كان يشتغل بالمحاماة، فوجدت الرجلين منكبين على تحرير الاستقالات الجماعية التي تقدمها المجالس النيابية على مختلف درجاتها، من سكان المدينة وضواحيها بجبل (الايدوغ).

كان المكتب كأنه مركز تجنيد للناحية يجند فيه سي (الجندي) وسي (الجنيدي) الرأي العام ضد حكومة (شوتون)، ضد (شوتون) بالذات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015