فثارت ثائرة الرأي العام الذي اتهم من آزَرَهُ وأعانه. فانتحر ذلك اليوم أو في اليوم التالي، نائب مدينة (بايون) في مجلس الأمة الفرنسي.
وبعد ثلاثة أيام أو أربعة نقلت الصحافة الكبرى:
- إن (استافيسكي) قد انتحر!!.
فردت الصحافة اليمنية، في اليوم نفسه:
- إنهم نحروه للتغطية!!.
ووردت في الصحافة نفسها، صورة مدام (استافيسكي) وعليها ملابس أغلى من ملابس (البيجوم) حرم الآغا خان، أوردها من يريد التوضيح للمسكين الذي له حتى في صندوق التوفير الفرنسي، أن حقه معرض للعبث والتلف.
ودوت في جريدة (العمل الفرنسي) صرخات (دودي) بالويل والدمار، بينما أطلق (موراس) في الجريدة الملكية نفسها صواريخ جدلية رهيبة ضد النظام القائم.
كلفت الحكومة وكيل الدولة (لويرانس) بالتحقيق، وإذا بجثته الهامدة ملقاة على خط سكة الحديد، فعلقت الصحافة الكبرى:
- إنه انتحر!!.
فرد الرأي العام:
- إنهم نحروه!!.
وبدأ الكولونيل (دولاروك) يهدد بالزحف على مجلس الأمة وكنسه، والتهب الشباب الجامعي حماسة وراءه؛ وصادف أن عربة تموين للجيش مرت بملتقى شارع (سان جيرمان) وشارع (سان ميشيل) في الحي اللاتيني، يقودها جنديان مراكشيان، فأوقفها الطلبة ينادون بحياة الجيش، بينما الجنديان