- أنت على صواب يا ولدي. فاذهب.

وعاد والدي من الشارع واستمر العشاء في الأنس العائلي كالعادة، وخرجت كالعادة لقضاء الأمسية مع أصدقائي، ولأستمع معهم كالعادة إلى أم كلثوم و (باهي) وأقوال سيدي (علي بن الحفصي)، ونكت (صادق شقة) العابثة.

فكانت أمسية مثل سابقاتها ولم تعد والدتي للموضوع، ولكن قبل سفري بيومين أو ثلاثة أتيت لأحييها بعد القيلولة كالعادة، وكانت في المطبخ و (لطيفة) بين يديها تعاونها على قدر سنها لتحضير العشاء فقالت لي:

ياصدّيق .. أترى ما هو هذا، وهي تشير إلى حبة صغيرة على ثديها

- يا (ما). هل رجعت تخشين كل شيء؟. هذا لا شيء. كان ذلك يقيني فخرجت منشرح الصدر كالعادة. وجاء يوم السفر وعندما وصلت إلى الباب وقبل أن أغلقه ورائي، ولّيت وجهي لأرى والدتي مرة أخرى وهي تسكب من أعلى درجنا، (ماء العودة) خلفي فلم يذُرْ في خلدي أنني أراها للمرة الأخيرة في هذه الدنيا.

...

كانت زوجي تنتظر بفارغ الصبر قصص الحج، كما كنت لثلاثة أشهر من قبل أنتظرها، فقصصت عليها بالإجمال أولاً، ثم رجعنا إلى كل تفصيل على حدة، فأصبحت قصة حج والدتي موضوع حديثنا طيلة أسابيع، واطمأنت عندما أخبرتها أن والدتي علمت بزواجنا ورضيت به، لم يبق لدينا شك في مستقبلنا بعد دراستي، فأقول أنا:

- سنذهب إلى الطائف إن شاء الله ونستقر هناك ...

وتقول هي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015