- أما أنا فأتولى فلاحة البقول وتربية الدواجن حسب قواعدنا في الغرب، وستكون والدتك راضية عني، فهل يرضى والدك؟ أيعيشان معنا؟ فاصنع لهما عشاً أؤثثه بيدي.

كانت (خديجة) فعلاً نجارة Tapissier décorateur وفلاحة بساتين ولدا في جسم امرأة، ومنذ قضت في السنة الماضية فصل الصيف في أسرة جزائرية، أدركت الجانب الذي كانت بيوتنا تفقده في تلك الفترة، والذي يكمل حياة الأسرة، فتعرض علي برنامجها:

- إنني أستطيع أيضاً أن نؤسس في الطائف مدرسة منزلية للبنات، فأعلمهن الخياطة ونسيج الإبرة. إن النساء في بلادك يتمتعن بكثير من الذوق الرقيق إذا ما ثابرن على العمل، وقد رأيت تحفاً رائعة من (دنتيل الجزائر) (?) تنشأ وتموت في المهد دون أن تتم بين أصابعهن. لأنهن يفتقرن إلى المثابرة ...

وكنت من ناحيتي أقول:

- لا أريد أن أشتغل بعد تحصيلي موظفاً في إدارة، بل صاحب أعمال مستقل، سأبتدئ بالقدر الممكن. فأصنع الإسمنت أو الصبغة أو العطور الفرنسية وأحول مخلفات عيد الأضحى بمنى إلى أسمدة .. و .. و ... وأستمر في دراسة استخدام الحرارة الصحراوية لعلها تصبح طاقة تفيد.

وعلى هذا الأساس ما بدأت بجانب دراستي العادية أتردد مرتين في الأسبوع على الدروس الليلية في الكيمياء التطبيقية، بمعهد لاحق لمتحف الفنون والصناعات، كما بدأت مكتبتي الهندسية تُثرى من الكتب التطبيقية بقدرها يتكون في ذهني من مشروع أثناء حديثي مع زوجي، كنت في الحقيقة تلك السنة في حالة من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015