(علي بن الحفصي)، ويفسر به كل أحداث تلك الفترة؛ حسبما تنقلها يومياً (جريدة قسنطينة) الفرنسية، فيختم بالتوالي تفسيره بهذه الصرخات:

- برج! .. برج! .. برج! ..

ولا شك أنه كان الوحيد الذي يفهم هذه الطلقات الصوتية، لأنه ربما نحتها اقتباساً عن نغمات الطنبور عندما كان بالجيش، وإنما كنا نفهمها نحن على أنها التعبير عن إعجابه بأقوال سيدي (بن الحفصي) على العموم، وخصوصاً عندما تفسر في نظره أحداث الزمن، وعلى أية حال بقي الإصلاح الاجتماعي يسير سيره، ولم تكن حلقات الشيخ (العربي التبسي) في تلك الفترة، يقل عدد مريديها عن مريدي حلقات (باهي).

كان محور الحياة الدينية في المدينة يتحول من المسجد العتيق الذي تشرف عليه الحكومة، إلى المسجد الجديد الذي شيدته الأمة منذ سنتين، غير أن الشيخ (سليمان) إمام المسجد الحكومي بقي يتمتع بتقدير واعتبار جل السكان.

أما الشيخ (الصادق بن خليل) فلا يزال يصنع الحروز والتعويذات للفتيات الأوربيات الباحثات الراغبات في الزواج.

كما لا يزال (صادق شقة) هو الآخر، يعقد حلقته الخاصة في مقهى (باهي) نفسه، ويجري الحوار أحياناً بين الحلقتين فوق رؤوس الزبائن الذين يتسلون بهذه المناقشة (الإيديولوجية) المازحة بين جندي المشاة القديم، وضابط المشاة المتقاعد.

أما مدام (دوننسان) فكانت تلاحظ بلا شك، هذه التطورات في الحياة الأهلية، ولكني لا أعتقد أنها بدأت بعد تفسرها وتفهمها.

وبالتالي أتى أسبوع سباق الخيل السنوي الذي يعلن نهاية الصيف وعودة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015