زعيماً، ولكن لم تظهر فيما بعد الانشقاقات الحزبية ولا مجرد المنافسات الفردية، حتى إن القطيعة التي تحدث بين صديقين، مثل (أحمد فيلالي) و (كافي مبارك)، كانت تعالج في دكان سي (بوذراع) الذي أصبح مقر هيئة أركان حرب الإصلاح المحلية.

واستمرت التغيرات الاجتماعية تسير سيرها المعتاد، فآخر مقهى غير هيئته بتبسة في تلك الحقبة، عندما أخذت الآلة العصرية (البركولاتور) مكان (الوجق (?))، وأخذ الجلوس على الكرسي في المقهى مكان الجلوس على سجادة الحلقة، ثم استبدلت كل المقاهي بـ (البندير) و (الغائطة (?)) وحتى (الفنوغراف) الذي اخترعه اديسون، المذياع الذي أخذ ينتشر في ذلك العهد.

ولكن من يدقق الملاحظة يرى أيضاً أن عدد المقاهي بدأ يرتفع، كأنما التطور أخذ يتدرج نحو السوق الانتخابية التي ستفتح بابها على مصراعيه بعد سنة من ذلك التاريخ إذ دقت ساعة المزايدة في القيم الأخلاقية والاجتماعية التي اكتسبها الوطن خلالا الثلاثينات، والتي ستباع فعلاً بالمزايدة الديماغوجية التي أعلنتها اتحادية المرشحين.

كما يلاحظ أيضاً أن الشباب بدأ يختلف أكثر من ذي قبل على مقاه خاصة به، تكونت فيها الإطارات التي ستدفع عجلة الحزب (المصالي).

أما نحن فكنا نتردد على مقهى لجندي قديم تخلص من الجيش الفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى، فأصبح بعد تقلبات كثيرة يملك أشهر مقهى بالمدينة. يجلب شبابها، لأن صاحبه (باهي (?)) يعرف عن ظهر قلب كل ما قاله سيدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015