من أميركا وأوربا، كل رجل ذو ثروة كبيرة يرغب في زواج جديد؛ وكان للقصة صداها في الجانب الفلسفي، إذ تقوم العملية الجراحية على نقل أعضاء جنسية للقرد الشنبنزي، فذهب كل من سبق له أن سمع بنظرية (دارون) في روايتها الشعبية، إلى أن الإنسان أصله فعلاً من القرد.
ولا زالت التعليقات عن حرق مجلس الأمة الألماني (الريشتاغ) تجري مجراها بين من يبرئ ذمة (ديمتروف) وبين من يدينه، كما أدانته مع شلة من رفقائه الشيوعيين محكمة (لايبسيش) النازية، فلم تزد هذه التعليقات إلا توتراً في الحالة الدولية في الوقت الذي كان فيه الاهتمام العلمي متعلقاً بالتجارب الأولى في ميدان التلفزيون، وبتجارب المهندس الفرنسي (جورج كلود) عن استخدام الطاقة الحرارية في البحار، بينما يرتفع صيت نظرية الميكانيكية المذبذبة، وتحقق لصاحبها (دو بروري) جائزة نوبل.
ولم يتعلق اهتمامي كما تعلق بتجارب (جورج كلود):
(يستخدم الحرارة البحرية)، لماذا لا نستخدم الحرارة الصحراوية؟ كان هذا السؤال يتردد في ذهني في تلك الفترة، لأن المجال العربي صحراوي على العموم، وأصبحت أولي شطراً من وقتي لدراسة (الترموديناميك) خاصة.
وهكذا عاش جيلي، دون أن يتصور أنه يعيش، تحولاً كبيراً في جميع اتجاهات التاريخ.
وفي هذه الأثناء أتاني من تبسة نبأ سفر والدي ووالدتي لأداء فريضة الحج، فتمنيت لو اصطحبتهما من أجل التمهيد لانتقالي بعد الدراسة إلى المملكة العربية السعودية الفتية، لأنني بدأت أشعر بصورة ما أن صعوبات كثيرة ستقوم في وجهي بالنسبة إلى تقرير مصيري مهندساً أشارت إلى اسمه السلطات الاستعمارية بسبب انحيازه لأفكار معينة، أو كما نقول اليوم، بسبب التزامه، وربما لرأيه في