غادرت مدينة الجزائر بسرعة، واتجهت إلى المكان الذي تجمع فيه الجيش. وعقدنا مجلسا لتحديد خطتنا في الدفاع عن البلاد، وشارك معي في هذا المجلس الآغا ابراهيم، صهر الداي، ومصطفى باي التيطري، وخوجة الخيل، وخليفة ياى الغرب.
وقعت الندوة في مكان قريب من سيدي فرج. وابتدأ صهر الداي هكذا: ((يجب بناء حصون على شاطيء البحر، وتزويدها بمدافع قوية حتى نمنع الفرنسييين من النزول.)) وأجبت بأن هذا الرأي سديد، ولكننا لا نستطيع العمل به حينا، كما تقترحون ذلك، لأنكم لا تملكون الوسائل التي تمكنكم بسرعة من إقامة الحصون التي أشرتم إليها وبالفعل فكيف تحملون إلى هنا المدافع والذخائر الحربية التي تحتاجون إليها وليس في سيدي فرج سوى قلعة قديمة مخربة يحتاج إصلاحها إلى شهور كاملة. لقد استيقظتم متأخرين، وفي نظري، إذن فإنه لا ينبغي أن تنهكوا أنفسكم لصد نزول الفرنسيين، ومن المستحسن أن تبدوا بعض المقاومة وتهاجموهم بحيث تعرقلون النزول. ولكننا إذا وضعنا كل أملنا في إقامة التراسين والحصون، فإنكم لن تنتصروا، لأن نيران المراكب الفرنسية ستقضي على هذه