في سنة 1830 ذهبت إلى مدينة الجزائر لأداء الدنوش أو الزيارة الإجبارية التي يؤديها إلى الباشا جميع البايات مرة كل ثلاث سنوات. كنت بايا لقسنطينة منذ أربعة أعوام، وكانت تلك هي المرة الثانية التي أقوم بهذا الواجب.
فلم أكن إذن، مستعدا أي استعداد لمحاربة الفرنسيين، ومع ذلك كان الداي حسين قد أخبرني بمشاريعهم في رسالة ذكر لي فيها أنه بجب أن أهتم بعناية فقط. ولم يكن قلقا لا على نفسه ولا على مدينته الرئيسية. وهكذا، جئت كالعادة أحمل ((اللازمة)) ومعي أربعمائة فارس أو أقل، وأذكر من جملة القادة الذين اصطحبوني: ولد مقران، ابن حملاوي آغا، شيخ النغاس، قائد الزمالة، الوردي قائد بن عاشور، وشيخ بوشناح. وعندما حضرت بين يدي الباشا قال لي: ((ليس لديكم أكثر من الوقت الكافي للخروج إلى الفرنسيين الذين سينزلون بسيدي فرج، إنني أعرف مكان النزول من الرسائل التي تصلني من بلادهم ومن كتاب طبع في فرنسا وأرسله لي جواسيسي من مالطة وجبل طارق)) ثم أضاف بأن الرسائل ترد إليه باستمرار من فرنسا وانه على علم بكل ما يجري هناك.