ولكن التدبير اليهودي كان يسعى إلى تحطيم الدين في أوروبا جملة لتحقيق مرحلة من مراحل المخطط الشرير الذي يهدف إلى تجريد "الأمميين" جميعا من عقائدهم وأخلاقهم، لأجل "استحمارهم" والسيطرة عليهم، وتسخيرهم لشعب الله المختار. بالإضافة2 إلى الانتقال الشخصي من الدين الذي اضطهدهم واستذلهم على اعتبار أنهم قتلوا "الرب" المعبود في ذلك الدين وصلبوه!
لذلك سعوا بجمعياتهم الماسونية المنبثة في أنحاء فرنسا، وبخطبائهم وكتابهم إلى توجيه غضب الجماهير المجنونة نحو الدين ذاته لا نحو رجاله فحسب ... وكان أن أعلنت في "فرنسا الثورة" أول حكومة لا دينية في العالم المسيحي لا تجعل الدين أساسا لأي شيء في حياة الناس.
وكانت خطوة جريئة وجبارة بلا شك، جلس اليهود يفركون أيديهم سرورا بها في غفلة من الأمميين، الملتهين -حسبما تقرر البروتوكولات- بشعارات "الحرية والإخاء والمساواة" والغارقين في شرب الكأس حتى الثمالة، المنتشين بما صار في أيديهم -فجأة- من سلطان يقتلون به الملوك والأشراف ورجال الدين، وكل من حامت حوله شبهة من قريب أو من بعيد، أو أشارت إليه الجماهير المجنونة بأصبعها: خائن! أو جاسوس!
وهكذا خرج "الأمميون" الثائرون بشيء من النفع المشوب بكثير من الشر، بينما خرج اليهود بتحقيق أهدافهم كاملة سواء في تحطيم الإقطاع لترسيخ قدم الرأسمالية المولودة في أيديهم، أو تحطيم الدين تمهيدا "لاستحمار" أوروبا وتسخيرها لمصلحة اليهود.
كانت الثورة الفرنسية حدثا ضخما في حياة أوروبا دون شك، لا للأسباب التي يدرسونها للأولاد في المدارس، ولكن لأسباب أخرى أخطر وأهم.. فقد أطلقت يد اليهود لتحقيق مخططاتهم الشريرة بصورة لم تكن متاحة لهم من قبل في عهد الإقطاع.. فقد ولد من جراء الثورة الفرنسية والثورة الصناعية التي كانت الأولى تحضيرا وتمهيدا لها، مجتمع جديد كل الجدة عن المجتمع الإقطاعي، استطاع اليهود أن يعيثوا فيه فسادا بكل قوتهم؛ لأنه ولد في أيديهم من اللحظة الأولى فاستطاعوا أن يشكلوه على النحو الذي يريدون، إذ كانوا هم -عن طريق البنوك والإقراض بالربا- ممولي الرأسمالية وسادتها المسيطرين عليها، والمسيطرين -من خلالها- على صياغة المجتمع الجديد بكل ما فيه من عقائد وتصورات وأفكار وسلوك.. وإذ كان "الأمميون" في أوروبا