وراءه ربح! " إذا الإقطاعي ينهره؛ لأنه يمد يده إليه بالمال، ويقول له: لا تدنس يدي بلمسها بيدك! ضع المال هنا "مشيرا إلى مكان معين" وسأستلمه أنا من ذلك المكان بعد انصرافك أيها اللعين!!

ولكن العقبة أمام الصناعة الناشئة لم تكن عقبة التمويل فحسب، وهي بالنسبة لهم لم تكن عقبة بل كانت مصدر ربح وفير، إنما كانت العقبة الكبرى هي توفير العمال اللازمين للصناعة.. فقد كان العمال في الريف يحتجزهم الإقطاع، سواء كانوا عبيدا للسيد أو عبيدا للأرض، أو من العمال الزراعيين الأحرار وهم قلة قليلة إلى جوار العبيد والأقنان، وكلهم لا يمكلون الانتقال إلى حيث تقوم الصناعات -بالضرورة- في المدينة، حيث توجد الأسواق المعقولة لتصريف المنتجات الصناعية. ومن ثم كان لا بد من تحطيم الإقطاع لتحرير العبيد -عبيد السيد وعبيد الأرض- وتقرير "حق الانتقال" لكل من يريد، وهو حق لم يكن قائما في ظل الإقطاع.

وهذا الهدف -وهو تحرير العبيد لتوفير العمال اللازمين للصناعة في المدن- لم يكن في حساب الثائرين ولا شك يوم قاموا بثورتهم العنيفة ضد مظالم الإقطاع، ولكنه كان هدفا واعيا للرأسمالية القائمة في أحضان اليهود منذ أول لحظة، أي: إنه كان هدفا واعيا في تخطيط اليهود، ومن أجله شاركوا في الثورة الفرنسية وقامت مؤسساتهم الماسونية لها بدور التحضير، أو التفجير! 1 أما الدين فلم تكن قصته كذلك.

كان الثوار ينقمون على رجال الدين طغيانهم الذي أذلوا به الناس عبر القرون، كما كانوا ينقمون عليهم مساندتهم لأمراء الإقطاع ضد دعوات التحرير من الظلم، وكانوا يريدون أن يتحرروا من ذلك الطغيان ومن تلك المساندة الظالمة للطغاة ولكنهم لو تركوا لأنفسهم دون تدخل الأشرار لتوجيه الثورة لحسابهم الخاص، فلربما اكتفوا بقتل من قتلوا من رجال الدين دون التوجه لقتل الدين ذاته، أو لربما طالبوا بالإصلاح الديني الذي يدع الناس أحرارا في عبادتهم ويزيل عن البابا ورجال الدين قداستهم ويصحح العقيدة من انحرافها وينفي الأباطيل والمعميات عنها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015