قد بدءوا ينسلخون من دينهم ويسلمون قيادهم للشيطان!
وسنتحدث فيما بعد عن "الحتميات" التي زعمها التفسير المادي للتاريخ لتفسير الانتقال من طور في حياة البشرية إلى طور, وخاصة الانتقال من الطور الزراعي إلى الطور الصناعي، وسنرى عند الحديث عنها أنها حتميات زائفة، وأنها ليست هي -أو ليست هي وحدها- التي تحرك حياة البشر على الأرض، وتنقل خطاها من طور إلى طور، وأنه لم يكن من الحتم على الإطلاق أن تكون صورة المجتمع الرأسمالي الصناعي هي الصورة التي كان عليها بالفعل لولا التخطيط الشرير الذي شكلها على هذه الصورة1.
استطاع اليهود -بعبقريتهم الشريرة- أن يتسلموا قياد المجتمع الأوروبي الآخذ في الانسلاخ من دينه بتأثير انحرافات الكنيسة الأوروبية وجرائمها وخطاياها فينشئوا على أنقاض المجتمع الإقطاعي المنهار مجتمعا جديدا بلا دين ولا أخلاق ولا تقاليد.. وقد سلطوا على هذا المجتمع كل قواهم الشريرة لينشئوه على هذه الصورة، فوضعوه بين ذراعي كماشة هائلة تعصره عصرا وتفتت كيانه وتحيله كيانا ممسوخا مشوها بلا قوام!
إحدى ذراعي الكماشة كانت نظريات "علمية! " زائفة، تحارب الدين والأخلاق والتقاليد من كل زاوية مستطاعة، تحتوي -لا شك- على شيء من الحق، ولكنها تلبس الحق بالباطل على ديدن يهود من أول التاريخ:
{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 2.
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 3 وكان أبرز "الأبطال" في هذه المعركة ثلاثة من "أساطين" اليهود هم ماركس وفرويد ودركايم..