رجال الإقطاع "الأشراف! " ورجال الدين. وكان الإقطاع شرا خالصا فكان ينبغي أن يزول، وكان الدين الذي تقدمه الكنيسة وتطغى به على الناس يحوي بعض الحقائق وكثيرا من الأباطيل، فكان يمكن أن تصحح أباطيله، ويستبدل به الدين الحق، الخالي أساسا من الأباطيل.
ولكن اليهود حين دخلوا في الأمر لم يدعوا الفرصة لتصحيح الدين.. وإنما اهتبلوها فرصة سانحة لتحطيم الدين! وهذا هو الدور الحقيقي الذي لعبوه في الثورة الفرنسية، لا أنهم هم الذين أنشئوها كما يزعمون في البروتوكولات، ويتابعهم في زعمهم وليم كار في كتاب الأحجار.
حقيقة إن المحافل الماسونية المنتشرة في فرنسا في ذلك الوقت هي التي قامت بالتحضير للثورة، وهي التي رفعت شعاراتها الخاصة -الحرية والإخاء والمساواة- شعارات للثورة الفرنسية، على غير وعي من "الأمميين" الذين قاموا بها! وإن بعض الخطباء من اليهود اشتركوا في إلهاب حماسة الجماهير وتفجير الغضب المكبوت.. ولكن هل كان في طوق اليهود -مهما فعلوا، ومهما تكن براعتهم الشريرة- أن يشعلوا الثورة لو لم تكن خاماتها موجودة في النفوس ومستعدة للاشتعال؟!
أما دخول اليهود في الثورة فقد كان لتحقيق هدفين كبيرين من أهدافهم الخاصة: أحدهما كانت الثورة تتجه إليه من تلقاء ذاتها، والثاني كانت وجهة الثورة فيه تيسر لهم الوصول إلى هدفهم الخاص حين يستغلون الأحداث على طريقتهم الشريرة في استغلال الأحداث.
فأما الهدف الأول فقد كان تحطيم الإقطاع وهذا كان يوافق هدفا مرحليا خاصا لليهود.
وأما الهدف الثاني فقد كان تحطيم نفوذ الكنيسة ورجال الدين، وهذا الذي حوله اليهود -لحسابهم الخاص- إلى تحطيم لذات الدين.
كان لليهود أكثر من مصلحة في تحطيم الإقطاع، فلا عجب أن يدخلوا في الثورة التي رأوها متجهة -من تلقاء نفسها- إلى تحطيمه.
كانت الثورة الصناعية تدق الأبواب.. وكان اليهود يقدرون لأنفسهم فيها أرباحا طائلة عن طريق الإقراض بالربا. فمنذ مولدها واحتياجها إلى المال لتمويل الصناعة الناشئة، سقطت فريسة في يد اليهود. وما تزال حتى هذه اللحظة في أيديهم.