كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج".
لقد كانت العقيدة فاسدة نعم ولكنها كانت تدعو الناس إلى الفضيلة وتحذرهم من حبائل الشيطان وتحذرهم من فتنة الجنس خاصة، وتصل بهم إلى درجة التزمت والرهبانية، والجنس من أشد أدوات اليهود فعالية في إفساد الأمميين! كانت الأسرة متماسكة والشباب -في الغالب- يتزوج مبكرا والاختلاط محدود، ودواعي الجريمة محدودة، والحياة بسيطة أقرب إلى الشظف وعيش الكفاف ... وفي مثل هذا الجو ماذا يملك اليهود مهما كانت براعتهم في الشر؟!
لقد كان أقصى ما يفعلون هو جمع المال، وإقراضه بالربا الفاحش للمحتاجين، وإيقاع أمراء الإقطاع في الدين ليستولوا في النهاية على ثرواتهم.
ولكن تأثيرهم في مجموع الناس كان معدوما أو ضئيلا إلى أقصى حد، خاصة واليهود في أوروبا في ذلك الحين محتقرون مهينون, فوق البغضاء الموجهة إليهم والاضطهاد الحائق بهم على أساس أنهم قتلة المسيح كما يعتقد المسيحيون!
ولكن الحماقات المتوالية للكنيسة والخطايا التي ارتكبتها في حق الدين وحق الناس هي التي صدعت الكيان الديني في النهاية وأوجدت الثغرات الواسعة التي نفذ منها الشريرون.
منذ بدء "النهضة" وجدت الثغرات التي تمناها اليهود وجلسوا في انتظارها عدة قرون. فقد قامت تلك النهضة منذ مبدئها على أسس إغريقية رومانية غير مسيحية، بل إنها في الواقع قامت على أسس مضادة للمسيحية معادية لها، وإن كانت لم تستطع أن تخوض المعركة الحاسمة مع المسيحية إلا بعد ذلك بأجيال، ظلت الكنيسة خلالها ذات نفوذ واسع على الجماهير على أقل تقدير.
ويوما بعد يوم كانت تقترب اللحظة التي يمكن أن ينهار فيها سلطان الكنيسة ويصبح دينها الذي فرضته على الناس عديم السلطان أو ضعيف التأثير.
وفي الثورة الفرنسية وقع ذلك الانفجار الحاد، الذي دوى في أرجاء أوروبا كلها فأودى بالإقطاع وزلزل كيان الدين.
ومع ذلك فقد كان من الممكن أن تسير الثورة في مسار آخر لو لم يتدخل ذلك العنصر الشرير في توجيه الأحداث وجهة معينة تخدم أهدافه الخاصة بصرف النظر عن أهداف الثائرين!
كانت أهداف الثائرين هي القضاء على ذينك الحليفين الطاغيين المستبدين: