"إن هناك شيئا ما يسير بشكل خاطئ في أمتنا، وإلا لما أصبحنا في هذا الحرج، وفي هذه الحالة النفسية، ولا يجدر بنا أن نأخذ موقفا دفاعيا "لعله يقصد تبريريا" وأن يتملكنا الذعر، إن ذلك أمر جديد في تاريخنا".
"إن الأمر لا يتعلق بالماديات، فلدينا أعظم إنتاج عالمي في الأشياء المادية. إن ما ينقصنا هو إيمان صحيح قوي. فبدونه يكون ما لدينا قليلا. وهذا النقص لا يعوضه السياسيون مهما بلغت قدرتهم، أو الدبلوماسيون مهما كانت فطنتهم، أو العلماء مهما كثرت اختراعاتهم، أو القنابل مهما بلغت قوتها، فمتى شعر الناس بالحاجة إلى الاعتماد على الأشياء المادية فإن النتائج السيئة تصبح أمرا حتميا".
"وفي بلادنا لا تجتذب نظمنا الإخلاص الروحي اللازم للدفاع عنها. وهناك حيرة في عقول الناس وتآكل لأرواحهم. وذلك يجعل أمتنا معرضة للتغلغل المعادي -كما كشف عنه نشاط الجواسيس الذين تم كشفهم حتى الآن- ولن تستطيع أي إدارة لمكافحة التجسس أن تقوم بحمايتنا في هذه الظروف"1.
وقال "ألكسيس كاريل" في كتاب "الإنسان ذلك المجهول":
"إن هدف هذا الكتاب هو أن يضع تحت تصرف كل شخص مجموعة من المعلومات العلمية التي تتعلق بالكائنات الحية في عصرنا، فقد بدأنا ندرك مدى ما في حضارتنا من ضعف ... وكثيرون يرغبون في أن يلقوا عنهم التعاليم التي فرضها عليهم المجتمع الحديث. ولهؤلاء أكتب هذا الكتاب.. كذلك كتبت لأولئك الذين يجدون من أنفسهم شجاعة كافية ليدركوا -ليس فقط ضرورة إحداث تغييرات عقلية وسياسية واجتماعية- بل أيضا ضرورة قلب الحضارة الصناعية وظهور فكرة أخرى للتقدم البشري" "ص11, 12 من الترجمة العربية لشفيق أسعد فريد".
"إن الحضارة الغربية تجد نفسها في موقف صعب؛ لأنها لا تلائمنا، فقد أنشئت دون أية معرفة بطبيعتنا الحقيقية، إذ إنها تولدت من خيالات الاكتشافات العلمية وشهوات الناس وأوهامهم ونظرياتهم ورغباتهم، وعلى