نستشهد عليهم برائد الفضاء الأول "يوري جاجارين" الذي قال بعد هبوطه من الفضاء في المؤتمر الصحفي العالمي الذي أعد لاستقباله: "حين صعدت إلى الفضاء أخذتني روعة الكون فمضيت أبحث عن الله"!
ولا عبرة "بالتصحيح" الذي أضافته الدولة على تصريحه أو أمرته أن يضيفه، فقال:
"فمضيت أبحث عن الله فلم أجده"!
إنه تمحل واضح ...
ولا يمكن أن يكون "جاجارين" قد قاله ابتداء! فما الذي يجعله يتحدث عن الله ابتداء إذا كان قصده هو النفي، ولا أحد من الحاضرين قد أثار القضية حتى يتعرض لنفيها؟! إنما المعقول أن يكون ذكره لله ابتداء للإثبات لا للنفي.
لإثبات استجابة "الفطرة" الطبيعية لعظمة الكون وروعته حين رآه لأول مرة من خارج الغلاف الجوي, فرآه في صورة مختلفة عما تبلد عليه حسه بحكم الإلف والعادة ... فاتجهت الفطرة اتجاها تلقائيا إلى فاطر السموات والأرض، رغم كل "الإلحاد" الذي صبته الدولة في قلبه وفكره منذ مولده إلى لحظة انطلاقه في الفضاء.
وهي شهادة "أفلتت" من المعسكر الملحد بغير قصد منه ولا تدبير:
{سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} 1.
ونستشهد عليهم بما يقوله "علماء" من علمائهم، تربوا في "الإلحاد العلمي" فألجألهم "العلم" ذاته إلى الإيمان بوجود الله، وتكتفي بهذه المقتطفات من كتاب "العلم يدعو للإيمان"2 وكتاب "الله يتجلى في عصر العلم"3 فهي تغنينا عن المزيد.
يقول "أ. كريسي موريسون" رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك:
"في خليط الخلق قد أتيح لكثير من المخلوقات أن تبدي درجة عالية من أشكال معينة من الغريزة أو الذكاء أو ما لا ندري.. فالدبور مثلا يصيد الجندب النطاط، ويحفر حفرة في الأرض، ويخز الجندب في المكان المناسب تماما حتى يفقد وعيه، ولكنه يعيش كنوع من اللحم المحفوظ، وأنثى الدبور تضع بيضا في